توالت علينا قبل أيام وعلى بعض المناطق في بلادنا رياح شديدة مصحوبة بأتربة كثيفة تأذى منها الناس وتضرروا ولي هنا وقفات تذكيرية سريعة مع هذا الحدث:
أولاً: إن من نعم الله علينا هذا الهواء الذي نتنفسه، ولشدة الحاجة إليه جعله الله مبذولا متاحا للمخلوقات في كل مكان وبدون ثمن أو مال، وترون في مثل تلك الأيام مايحصل من أمراض وحالات طارئة.
فالوقفة هنا التذكر وشكر الله تعالى على نعمه التي لا تعد ولاتحصى.
ثانياً: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم الريح والغيم عرف ذلك في وجهه، وأقبل وأدبر، فإذا مطرت سرّ به، وذهب عنه ذلك، قالت عائشة: فسألته، فقال: (إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي) رواه مسلم.
ثالثاً: كان النبي- صلى الله عليه وسلم- إذا عصفت الريح قال: (اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به) رواه مسلم.
رابعاً: نهى الرسول- صلى الله عليه وسلم- عن سب الريح، فقال: (لا تسبوا الريح؛ فإنها من روح الله تعالى، تأتي بالرحمة والعذاب، ولكن سلوا الله من خيرها، وتعوذوا بالله من شرها) رواه أحمد بسند صحيح.
خامساً: مثل هذه الحوادث تدعونا إلى التوبة والاستغفار، قال ربنا سبحانه: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].
إلى غير ذلك من أسباب التفكر والتذكر، ونسأل الله جل جلاله أن يحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا...
- المدير التنفيذي لشبكة السنة النبوية وعلومها