الجزيرة - أحمد القرني

دشن الدكتور عثمان بن أحمد نائب المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أمس الأول حملة وطنية للتوعية بسرطان القولون والمستقيم والتي يشارك بها لاعب كرة القدم الشهير ماجد بن أحمد عبدالله، وذلك تزامناً مع فعاليات المنتدى السعودي الدولي لأمراض القولون والمستقيم الذي ينظمه المستشفى على مدى 5 أيام في قاعة المملكة بفندق (فورسيزونز).

وأكد الدكتور عثمان بن أحمد خلال افتتاحه فعاليات المنتدى نيابة عن معالي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي أن المستشفى عالج نحو 3000 من مرضى سرطان القولون والمستقيم خلال السنوات العشر الماضية، منها 76% حالات سرطان مستقيم تم معالجتها بنهج متعدد الاختصاصات، مضيفاً أنه على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية من عمر المنتدى، شهدت الرعاية الصحية لأمراض القولون والمستقيم في المملكة العربية السعودية تغيرات كبيرة، فعلى سبيل المثال لا الحصر أنشأ في المستشفى التخصصي عام 2000م أول قسم متخصص لعمليات جراحة القولون والمستقيم، وفي عام 2008م انضم قسم الأورام لمنظومة تلك الرعاية التخصصية الفائقة، وأنشئ قسم علم الأورام الطبية وقسم أمراض الجهاز الهضمي وعلاج الأورام بالإشعاع. وفي العام نفسه تم في المستشفى التخصصي تأسيس وحدة علاج القولون والمستقيم التي تعد الوحيدة من نوعها في المملكة والتي تشمل وحدة مفاغرة الأمعاء، ووحدة تشخيص وظائف عضلات الحوض وفتحة الشرج وعلم وظائف الأعضاء، وكذلك مجلس أورام القولون والمستقيم الاستشاري وتطوير إرشاد المرضى في المجال ذاته. وفي عام 2009م تم تأسيس الجمعية السعودية لجراحة القولون والمستقيم، كما أطلق المستشفى وحدة متطورة للمناظير الشرجية ومختبر علم وظائف الأعضاء، وعيادة إعادة تدريب المريض للتحكم بعضلات الحوض. وأضاف الدكتور ابن أحمد بأن التطور بلغ ذروته في عام 2011م مع البدء في بناء مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد بسعة 300 سرير مخصصة للأمراض المستعصية والذي سيتم تجهيزه بأحدث التقنيات في مجال الرعاية الصحية. وفي نفس العام تم تدشين أكبر توسعة لقسم السايكلترون (المعجل النووي) الذي من شأنه تلبية احتياجات المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، لافتاً إلى إنشاء السجل السعودي لأمراض القولون والمستقيم الوراثية. وأضاف بأن المستشفى أدرك أهمية البحوث العلمية الأساسية وأثرها على تنمية الرعاية الصحية، ولذلك فقد أنشأ بنكاً للأنسجة لمساعدة فريق متخصص من مركز الأبحاث على دراسة الصورة الجينية للأورام المتعلقة بمجتمعاتنا المحلية وذلك باستخدام الأنسجة الدقيقة وتقنية الخلايا الجذعي، وختم حديثه بالثناء على مشاركة اللاعب الشهير ماجد عبدالله في الحملة الوطنية للتوعية بسرطان القولون والمستقيم والتي سيكون لها بإذن الله أر إيجابي في رفع مستوى الوعي والحد من انتشار المرض. من جانبه قال الدكتور لؤي الأشعري استشاري جراحة القولون والمستقيم بالمستشفى التخصصي ورئيس اللجنة المنظمة أن سرطان القولون والمستقيم يحدث في الغالب بعد سن الخمسين بيد أنه قد يظهر قبل ذلك، لافتاً إلى أنه أكثر شيوعاً بين الرجال مقارنة بالنساء بنسبة بسيطة حيث يصيب 6،4 من بين كل 100 ألف رجل في المملكة بينما يصيب 5،6 من بين كل 100 ألف امرأة بحسب آخر إحصائيات السجل الوطني للأورام. وأوضح أن السرطان يبدأ في البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة أو المستقيم وإذا لم يتم علاجه فإنه يبدأ باختراق جدار الأمعاء وبالتالي يصل إلى الغدد اللمفاوية المحيطة ومن المحتمل أن ينتشر إلى الكبد أو الرئتين. ولفت إلى أنه لا تعرف أسباب الإصابة بهذا المرض ولكن توجد بعض العوامل التي تزيد من احتمالية حدوثه ومنها التقدم في العمر ووجود تاريخ مرضي في العائلة والإصابة ببعض أنواع الأمراض الوراثية، مؤكداً أنه لم يثبت علمياً وجود علاقة بين كثرة تناول اللحوم وزيادة احتمالية الإصابة.

وبيّن الدكتور الأشعري أن أعراض سرطان القولون والمستقيم تشمل التغير المفاجئ في عادات إخراج الفضلات، وأكثرها شيوعاً هو ظهور الدم في البراز، ويمكن تشخيص الحالة عبر خضوع المريض للفحص السريري وفحوصات المناظير والأشعة وتحاليل الدم والتي تبين للطبيب المختص مدى انتشار المرض. ولفت إلى أن الجراحة هي الوسيلة العلاجية الرئيسة والتي يتم فيها إزالة الورم، كما يمكن الاستفادة من العلاج الإشعاعي والكيماوي بحسب الحالة المرضية. هذا وقد اشتملت المناسبة على مقطع مرئي قدم من خلاله اللاعب ماجد عبدالله رسائل توعوية للجمهور أكد من خلالها على كون سرطان القولون والمستقيم يعد أكثر أنواع السرطانات شيوعاً لدى الرجال والثالث لدى النساء في المملكة بحسب السجل الوطني للأورام، منوها بأهمية توعية المجتمع بطرق الوقاية وتوفر العلاج.

كما تم أثناء افتتاح المنتدى تكريم خريجي برنامج زمالة القولون والمستقيم في المستشفى ودبلوم تمريض المفاغرة المعوية، إلى جانب إطلاق الموقع الإلكتروني للجمعية السعودية لأمراض القولون والمستقيم.