هناك مقولة شهيرة تقول: إن الناس ثلاثة أقسام، فهناك من يصنع الأحداث، وهناك من يشاهد الأحداث تُصنع، وهناك قسم ثالث يتساءل ماذا يحدث؟.. وأنا أعتقد أن رجلاً بحكمة وقوة الأمير عبدالرحمن بن مساعد لابد أن يكون من القسم الأول الذي يحب دائماً أن يصنع الأحداث وألا يقف موقف المتفرج!
لا أحد في العالم يستطيع أن يزعم أنه يعلم الغيب أو يقرأ المستقبل إلا أن الرجل الحكيم بفطنته وفراسته يمكن له أن يرى ما يحدث أمامه فيستشف منه علاماتٍ وأموراً تساعده على توقع ما سيحدث في المستقبل القريب على الأقل ولو بصورة تقريبية وأنا حسب ما رأيته من تعامل مدرب الهلال هاسيك مع مباريات الهلال سواءً المحلية أو في بطولة آسيا لا أعتقد أن هذا المدرب سيقود الهلال إلى النجاح وأكبر دليل على ذلك مباراة الغرافة الأخيرة في دوري أبطال آسيا التي أظهرت لنا مدى فوضوية هذا المدرب وفقره فنياً وذلك من خلال اختياره غير المناسب للتشكيلة وخاصة في خط الدفاع، وكذلك من خلال الأسماء المهمة التي ركنها على دكة الاحتياط في مباراة مهمة كتلك المباراة.
أقول وبالفم المليان هذا المدرب بأفكاره الغريبة وتكتيكاته العجيبة سيقضي على ما تبقى للهلال من أمل في البطولات المحلية أو الخارجية هذا الموسم، لذلك أرى أن على سمو رئيس نادي الهلال الإسراع في إنهاء الارتباط بهذا المدرب مهما كانت الخسارة المادية وسرعة التعاقد مع الاسطورة سامي الجابركمدرب للهلال خلال ما تبقى من هذا الموسم، وأنا على يقين بأن جماهير الهلال ستقف إلى جانب سامي وستتقبل النتائج بصدر رحب مهما كانت، وإذا كان مقدّراً للهلال ألا يحقق أي بطولة قادمة هذا العام فستعتبر ذلك عدم توفيق وسوء حظ بدل أن يكون ذلك قهراً وحرق أعصاب على يد غريب الأطوار هاسيك.
منذ أربعين عاماً وأنا أشجع الهلال وقد عاصرته في مسراته وأحزانه وأستطيع من خلال قراءة التاريخ أن أستشف نجاح المدرب مع الهلال من عدمه وذلك من خلال فكره وتكتيكه وأقول: إن هاسيك ما هو إلا امتداد لبعض المدربين الذين فشلوا مع الهلال بسبب سطحيتهم ومزاجيتهم التي حرقت أعصاب الهلاليين.. فكلنا يذكر المدرب العبقري الذي جعل من حسين البيشي لاعبا وسطا، وكذلك المدرب الفلتة الذي جعل من تركي الصويلح قلب دفاع، وهاهو هاسيك يكتشف عبدالله الزوري في قلب الدفاع، والغريب في هؤلاء المدربين أنهم يخبصون ويعتقدون أن تخبيصهم إبداع ثم يصدقونه ويصرُّون عليه وللحكاية بقية فانتظروا..!
يقول أحمد شوقي: (اخدع من شئت إلا التاريخ).. فهل تعتبر الإدارة الهلالية من التاريخ قبل خراب مالطة؟
قد يقول بعضهم: إن هذا الرأي سابق لأوانه وأن هناك تسرعا في الحكم على المدرب، وأنا أجيب بصراحة لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين، وأنا أكاد ألمح المستقبل المؤلم يُطلُّ من شرفة هذا المدرب المفلس وإن غداً لناظره قريب..!
قال الشاعر الحكيم:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً
ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ