السبت:
غلاء الأسعار
جهزت قائمة احتياجات منزلي الأسبوعية، وذهبت إلى الأسواق، لكنني أبصرت زحاماً لا يُطاق، وسمعت صياحاً، وشاهدت ركلاً وضرباً، ولم أعهد بائعاً من قبل ينهر الزبون، ويستعرض أمامه عضلات شمشون، ويقول بانتفاش: السعر لا يقبل النقاش! الكل مستاء، الشفاه مزمومة، والحواجب معقودة.. أجلت بصري بين العربات، ورأيت العجب العجاب، فكلها ممتلئة بما يهم وما لا يهم، أساسيات وكماليات، ما هو صحي وما هو غير صحي، ما هو ضروري وما هو غير ضروري.. ساءلت نفسي: هل غلاء الأسعار وارتفاع ثمن كل شيء السبب؟
الأحد:
الحظ كالمرأة، كلما زادتني خدمة زدتها مطالب!.. (نابليون)
تحرص على خدمة زوجها وطاعته بكل ما أوتيت من قوة وجهد، اختصرت عالمها في هذا الزوج، فهذا مبدأها منذ الأزل.. لكن بدلاً من التقدير والإجلال بدأ يطلب المزيد، وفي كل مرة تزيد في العطاء والطاعة، يزيد هو في الطلب. وأتى ذلك اليوم الذي تعبت فيه، أُحبطت وما عادت تقوى على فعل شيء. فانقلب المنزل رأساً على عقب.. فهل هذه هي النتيجة المتوقعة لعدم التقدير والبخل في التشجيع؟ أم أن قناعتها في حصر حياتها في زوجها كانت خاطئة وليس فيها توازن؟
وهل سيتذكر هذا الزوج رصيدها من الأعمال الصالحة ويسعى لإرضائها علها تعود لسابق عهدها وتنهي حالة التمرد؟
الاثنين:
من أجمل ما قرأت.. (بذور الحب والعطف والخير - سيد قطب)
عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير نعفي أنفسنا من أعباء ومشقات كثيرة.. إننا لن نكون في حاجة لأن نتملّق الآخرين لأننا سنكون يومئذ صادقين مخلصين، إذ نُزجي إليهم الثناء. إننا سنكشف في نفوسهم عن كنوز من الخير، وسنجد لهم مزايا طيبة نُثني عليها حين نثني ونحن صادقون، لن نطلع على تلك المزايا ولن نراها إلا حين تنمو في نفوسنا بذرة الحب!
كذلك لن نكون في حاجة لأن نحمل أنفسنا مؤونة التضايق منهم أو الصبر على أخطائهم وحماقاتهم لأننا سنعطف على مواضع الضعف والنقص ولن نُفتش عنها لنراها يوم نتمو في نفوسنا بذرة العطف!
وبطبيعة الحال لن نُجشم أنفسنا عناء الحقد عليهم أو عبء الحذر منهم، فإننا نحقد على الآخرين لأن بذرة الخير لم تنمو في نفوسنا نمواً كافياً، ونتخوف منهم لأن عنصر الثقة في الخير ينقصنا!
كم نمنح أنفسنا من الطمأنينة والراحة والسعادة، حين نمنح الآخرين عطفنا وحبنا وثقتنا، يوم تنمو في نفوسنا بذرة الحب والعطف والخير!
الثلاثاء:
عمر الإنسان
اليوم 24 ساعة، الأسبوع 168 ساعة، الشهر 672 ساعة، السنة 8.064 ساعة.. على المرء أن يغتنم كل ساعة من ساعات عمره، فكل ساعة آتية تجيء له بما لا يخطر على ذهنه من الأعباء والمسؤوليات، وعليه أن يتعلّم كيف يأخذ من لحظة الحاضر ما ينجيه من الندم عليها وهي راحلة إلى عوالم الماضي، وكيف يُنقذ ما يملكه من عقل ومواهب قبل أن لا ينفع الندم..
الأربعاء:
ربيع القلوب
تحية تقدير واحترام لتلك المدرسة الني تحرص على تحفيظ طلابها كتاب الله. كما تحرص على تعليمهم علوم العصر من لغة وحاسب آلي وتكنولوجيا. تلك المدرسة بدأت الحفر قبل أعوام عندما كانت التربة صخرية والأرض قاحلة، واستمرت في المحاولة بإصرار وصبر بغية استخراج الماء من تلك البئر ناضجة، ومسؤولة.
صدق من قال: ( إذا أردت أن تكون لك بئر فاحفر في مكان واحد)، وصدقت يا أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب، حين قلت: (تعلّموا كتاب الله فإنه ينابيع العلم وربيع القلوب).
الخميس:
لماذا يحق له أن يغار، ولا يحق لها!
الغيرة شعور صحي طبيعي بين الزوجين، وهو دليل محبة، بشرط أن تكون تلك الغيرة بتوازن وثقة، وإلا انقلبت الحياة الزوجية وأصبحت قطعة من جهنم، تُضرم نارها في القلوب، وتُؤذي النفس أيما إيذاء.
ولكن أن يغار أحد الزوجين غيرة عمياء، وفي ذات الوقت يحرص على إثارة غيرة الطرف الشريك، فهذا ما لم أجد له إجابة شافية إلى الآن!
الجمعه:
اللهم اجعل لنا نوراً بين الجمعتين
ما أجمل ساعات الصباح الباكر، وما أجمل نسماتها المنعشة، كم تبعث في النفس الهدوء، وفي الذهن الصفاء.. ها هو أذان الفجر يصدح في الأجواء، وعليّ إيقاظ زوجي وأطفالي لأداء الصلاة وقراءة سورة الكهف في هذه الجمعة المباركة. اللّهم اجعل لنا نوراً بين الجمعتين، وهدئ نفوسنا وسكنها، اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، اللهم اجعل القرآن العظيم نور قلوبنا، وجلاء همومنا وأحزاننا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا، اللهم افتح لنا أبواب رحمتك وارزقنا من حيث لا نحتسب، اللهم نوّر لنا دربنا واغفر لنا ذنبنا وحقق لنا ما يكون خير لنا وما نتمنى، اللّهم طهر قلبنا واشرح صدورنا وتقبل صلاتنا وجميع طاعاتنا واجب دعواتنا، اللّهم اكشف كربتنا وهمومنا وغمومنا واغفر ذنوبنا، اللهم أصلح حالنا وابعد الحزن عنّا وبيّض وجوهنا، اللّهم اجعل الريان بابنا والفردوس ثوابنا والكوثر شرابنا واجعل لنا فيما نحب نصيباً، اللّهم إننا عبادك بنو عبيدك بنو إمائك انتظر منك فرحاً قريباً يريح قلوبنا ويُدمع أعيننا فبشرنا، اللّهم أسألك رحمتك فارحمنا وأسألك راحة البال والعتق من النار، اللّهم لا تكسر لنا ظهراً ولا تُصعب علينا حاجة، ولا تُعظم علينا أمراً، ولا تحن لنا قامة، ولا تُحوجنا لغيرك يا أرحم الراحمين، اللّهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا تكشف لنا ستراً ولا سراً، فإن عصيناك جهاراً فاغفر لنا، وإن عصيناك سراً فاسترنا يا أرحم الراحمين.
- الرياض