في الشام أهلي وبغداد الهوى
وأنا فـي الرقمتين وفي الفسطاط جيراني
وحيثما ذُكر اسم الله في بلدٍ
عددتُ ذاك الحِمى من لُبِّ أوطاني
تحية إجلال وإكبار لأهلنا في سوريا العروبة، سوريا الحضارات، سوريا الإباء، سوريا دار الخلافة، وعاصمة الفتوحات الأموية.. تتقطع نياط قلوبنا، وتعتصر ألماً نفوسنا، إذا رأينا ما يحدث لأهلنا في حمص وحماة وإدلب وغيرها من مدن سوريا المنكوبة.
لقد (مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ..)
لقد ذبحت هذه الطغمة الحاكمة أبناءهم واستحيوا نساءهم تماماً كما عمل جدهم (فرعون) في بني إسرائيل.. إلا أن هؤلاء لديهم من الأسلحة أفتكها والحيل أخبثها..
إنهم يُذبحون مرة ونحن نذبح لذبحهم ألف مرة!
صُبت عليهم مصائب لو أنها
صُبت على جبل لصار رمادا
ولكن عزاءنا فيكم أن النصر قادم إن شاء الله، لكنها تمحيص، وامتحان، واتخاذ شهداء، كما قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}، وقال: {َيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء}. وقال: وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن... .
والعلماء يقولون: إن من تألم لإخوانه واستشعر مصابهم فإنه مأجور كما قال تعالى: وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ .
هذه أيها العقلاء هي نتاج الطائفية التي نحذّر منها ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً، فتتهموننا بالمبالغة:
لقد فرّقت نار المذاهب شملنا
وقد أودعتنا بين نار ومنْسِمِ
اللهم نصرك المؤزّر، اللهم شتت شملهم وفرِّق جمعهم، وآتهم من حيث لم يحسبوا، واشف صدور قوم مؤمنين، واذهب غيظ قلوبهم..
- محافظة رياض الخبراء