في العــــام 1407م، كتب الأمير فيصل بن فهد، رحمه الله، خطاباً للأستاذ محمد الشدي، رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون (وكانت آنذاك تتبع للرئاسة العامة لرعاية الشباب) يوجهه فيه بمشاركة الرئاسة بالفعاليات الثقافية لمهرجان الجنادرية. وكنت أعرض مع مجموعة من الشباب الجدد، من بينهم راشد الشمراني وناصر القصبي ويوسف الجراح، في المركز الثقافي بالفوطة، مسرحية تجريبية، مما جعل الأنظار تتوجه إلينا. وما هي إلاّ أيام، حتى كنا في الجنادرية، كأول فرقة مسرحية تشارك في الجنادرية.
أورد هذه القصة، لأسترجع رجل الثقافة المميز، الأمير فيصل بن فهد، الذي كان يجمع بين الرؤية المتطورة للرياضة، وبين الحرص الدائم على وعي الشباب. وللأسف، لم تتم الاستفادة من تجربة هذا الراحل، والذي أثق أن كل الأوساط الرياضية والثقافية تتحسر على رحيله المبكر. وربما بعد كل هذه التجارب التي مرت بها الرئاسة، يتعيَّن علينا -على الأقل- أن نسترجع بعضاً من تجارب الفقيد في المجال الثقافي، لعلها تنعش قليلاً المجالات الرياضية، فتتحرك من سباتها.
أفكر الآن، في إعادة الثقافة مرة أخرى إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، عبر لجنة رئاسية أو اتحاد، تكون مهمتها أو مهمته، بث الروح الثقافية لدى عشاق الرياضة، ومساعدتهم في تلمس القيم الفكرية التي تعينهم على نبذ التعصب وامتلاك آفاق معرفية تتناسب وطاقاتهم المتفجِّرة بالحيوية.