سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالعت في الجزيرة ما كتبه الأستاذ محمد آل الشيخ بتاريخ 29 ربيع الأول 1433هـ في عموده (شيء من) تحت عنوان (المرأة وحق السفر إلى الخارج) والمرأة ولله الحمد تجد الاهتمام الكبير من مليكنا الغالي وقد أصدر عدداً من القرارات التي تصب في مصلحة المرأة ومنها على سبيل المثال عضوية مجلس الشورى ولها الحق في دخول المجالس البلدية والأندية الأدبية والغرف التجارية ووقف بكل قوة لمن يريد أن يسلب المرأة حقوقها وفتح لها مجال العمل بما يتوافق مع الشرع الحنيف ووصلت في عهده إلى مناصب متقدمة وتم التوسع في افتتاح الكليات والجامعات النسائية وبلادنا تلتزم ولله الحمد والشكر بما جاء به الشرع الحنيف ولا تخالف ذلك في مجال المرأة أو غيرها والإسلام رفع شأن المرأة وحث على رعايتها في كل مكان وزمان، وفي مقالك أيها الأخ العزيز تأتي بفتوى مجهولة المصدر حيث تقول (أفتى مجموعة من الفقهاء بجواز أن تسافر المرأة في رفقة نساء إذا لم يشكل خطراً عليها دون أن يرافقها محرم لها) يا أخي محمد ألا تعتقد أنك حذفت أهم ما في مقالك وهو بيت القصيد كما يقال فتوى لم تذكر من قالها وأنت دائما من تطالب بالدقة ومصدر المعلومات وأنت تعلم بأن خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) قصر الفتوى على من هم أهلا لها وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الذي تمنيت من الأستاذ محمد أن اطلع على فتوى سماحته وفي جوابه على سؤال حول ما يقال بسفر المرأة بلا محرم إذا أمنت على نفسها رد سماحة المفتي قائلا: الرسول صلى الله عليه وسلم أطلق النهي فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها حرمة) وفي لفظ لمسلم: (لا يحل لامرأة مسلمة تسافر مسيرة ليلة إلا ومعها رجل ذو محرم منها). وفي لفظ: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم إلا مع ذي محرم) فالرسول صلى الله عليه وسلم أطلق النهي ولم يقيده، فالتقييد هذا يحتاج إلى دليل فلا يجوز تقييد النصوص بما لم يقيد به الشرع، وأضاف: لا يجوز لنا أن نقيد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنفسنا)، وأذكر الأخ محمد بأن ما ذكره عن المرأة المحاضرة الجامعية التي لا تستطيع السفر بسبب خلافها مع زوجها بأن مشكلة هذه المرأة ليس فقط في السفر بل تعاني بكل تأكيد من هذا الزوج مشاكل كثيرة ولذلك لا يمكن حل مشكلتها بالسماح لها بالسفر بل منالمفترض أنك وضعت لها الحل المناسب وهو الاتجاه إلى الجهة الحكومية التي تحل لها مشكلتها من جذورها ولا يجعلنا حادثة وقعت من شخص ظالم أن نقول بأن المحرم غير واجب في سفر المرأة والإسلام أيها الأخ الكريم (صَّالح) لكل زمان ومكان ومهما بلغ تعليم المرأة وثقافتها لا يمكن في سفرها أن تستغني عن المحرم في سفرها وما أكثر القصص المزعجة التي تتعرض لها المرأة حينما تسافر بدون محرم والمرأة الغربية تتمنى أن تجد من الاحترام والغيرة المحمودة التي تجدها المرأة المسلمة من أهلها أو زوجها، وقد وصفت عمودك في مقال سابق لي (بالذهبي) والذهب لا يتغير ويستمر ناصعاً مهما طال الزمان ولعل مقالك هذا يقال عنه كبوة جواد وجوادنا اليوم يحتاج أن يحاسب نفسه ويراجع مقاله جيداً قبل النشر (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
خالد عبدالرحمن الزيد العامر