وسائل الاتصال الحديث أذهلت الناس بسرعة تطورها وتقنياتها المختلفة والجيل الصاعد من الشباب يتسابقون على معرفة كل جديد ومسايرة التطور وهذا شيء ناتج في الغالب إلى حب الاستطلاع ومنافسة الأخرى ومسايرة المجتمع، لكن هل لهذه الوسائل ثقافة يقوم بها المفكرون ويقدمونها للمستقبلين لهذه الوسائل؟ لكن حتى الآن لا نشاهد من يقوم بتقديم ذلك ولذا فإن لها فوائد كثيرة ونحتاج إلى توظيفها في المكان الذي أعدت له، ولها أخطار من الناحية الصحية الجسمية والنفسية وكذلك من الناحية السلوكية والاجتماعية والمادية وهنا يأتي الدور المنوط بالمسؤولين عن مستقبل الجيل الصاعد وإعداده للحياة لأن الآباء في الوقت الحاضر أغلبهم يتعلمون هذه التنقية من أبنائهم حيث أصبح الابن يعلم الأب ويعلمه ما يتناسب مع عمر ثقافته.
وهو يطلب أن يتعلم السهل من هذه التقنية من الأبناء بعكس الزمن الماضي حيث الآباء يعلمون الأبناء كل ما ينفعهم في حاضرهم ومستقبلهم سواء قبل ذلك أو لم يقبل وهنا يكمن الخطر بأن الآباء لا يعلمون ما يدور بهذه الوسائل ولا يعلمون لماذا سلوكيات أبنائهم تغيرت ولماذا لم يصلوا إلى الطموحات المرجوة منهم ويلاحظ الآباء على الأبناء عدم الجدية في العمل وقلة الحماس والكسل وإهدار الوقت أمام هذه الوسائل سواء بحضرة الأب أو غيابه وهذا ليس تقصيرا من الآباء تجاه الأبناء وإنما لعدم مقدرة بعض الآباء على مسايرة سرعة التقدم وعدم الاهتمام بالخدمات التي تقدمها هذه الوسائل ولذا فإنهم في الغالب يطلبون أن يتعلموا ما يحتاجون إليه من هذه الوسائل من أبنائهم ففي الوقت الحاضر نحن بحاجة إلى ثقافة تساير هذه التقنية ونوضح للمجتمع سواء الآباء والأبناء كيفية التفاعل مع هذه التقنية حتى لا تكون هي المصدر لتوجهات الشباب.
وتكون كذلك هي المصدر للتلقي مهما كان اتجاهه وحتى يكون جيل المستقبل على وعي وفهم وحذر وأن لا يتأثر بما يقرأ أو يشاهد عن طريق هذه الوسائل وأن يعتمدوا على المصادر الأساسية لدينهم وعلى حب الانتماء للوطن تحت ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظها الله من كل سوء.
والله الهادي للخير،،،
- جامعة الأمير سلطان