جمعتني رحلة بأحد الأصدقاء (المعدّدين الشجعان) الأسبوع الماضي، وقد لاحظت (تغيّراً كبيراً) في حياة الرجل وأناقته، فقد كانت الحقيبة التي يحملها تدل على أن المرات السابقة التي سافرت فيها معه (قبل أن يعدّد) كانت سنيناً عجافاً، وأن الحال قد تبدَّل (نحو الأفضل) فهو يتمتم ببعض الأغاني ويبتسم كثيراً على غير العادة، سألته بخبث (يا أبا محمد) هل كنت البارحة في البيت الجديد؟! هل الزواج بأخرى يجدد فيك كل شيء إلى هذه الدرجة؟! فقال ألم تلاحظ الفرق (يا مسكين)..!
كاد (إبليس اللعين) أن (يوسوس لي) وأنا أنظر إلى حقيبتي التي (أجرها خلفي)، ولكني سرعان ما استعذت منه ومن (رفقة السوء) وأنا أنظر إلى (أبي محمد) وزخرفه، وقلت الحمد لله على كل حال {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ}، وتذكرت أن والديَّ حفظهما الله لم يعرفا (غيرهما) في الحياة ويعيشان بسعادة..!
طبعاً لا اعتراض لدي على (التعدد) فهو أمر شرعه الإسلام وفيه من (الحكمة) الشيء الكثير، ولكن اعترف بأنني (جبان) حتى النخاع في هذه المسألة تحديداً ولعل (حرمنا المصون) أكثر المطمئنين في ذلك رغم أنني (مولع) بقراءة كتب التعدّد وقصص ونوادر المعدّدين حتى تلك (الغربية) التي تطرح التعدد بمنظار (أعوج)..!
وبالمناسبة التعدد قُدِّم للغرب (بمفهوم خاطئ)، فهم يعتقدون أن كل المسلمين (مُعدّدين) وأن الرجل المسلم ينتظر الفرصة (ليعاقب زوجته) بالارتباط بأخرى، إضافة إلى تشويه صورة التعدد في أذهانهم وربطه (بالشهوة الجنسية) وليس بظروف الحياة ومتطلباتها، وهنا دور كبير جداً يجب أن يلعبه (المؤلفون العرب والمسلمون) لشرح التعدد وحكمته باللغة الإنجليزية..!
اليوم هناك (مقالات عدة) على غير المُعتاد تطرح في الصحافة الغربية (كالجارديان البريطانية) وغيرها حول مُبررات الخيانة الزوجية والكذب في العلاقات والمشاعر في المجتمع الغربي، من منظار (كتاب أمريكي) جديد لمؤلفه (اريك اندرسون) تناول ثقافة الحياة الزوجية بالغرب الذي لا يعرف تعدّد الزوجات بالمفهوم القانوني ضمن (أطر شرعية)..!
(العم اندرسون) الله يمسيه بالخير أجرى (مسحاً) نشره في كتابة مفاده أن (أربعة أخماس) عينة البحث من الرجال تورّطوا في (علاقات) خارج إطار الزواج، وأن التعدد كان سيكون حلاً لو كان (مشروعاً غربياً)..!
طبعاً هذا الكتاب الذي (صدر حديثاً) هو (مثار جدل) في أوساط الرجال والنساء في الغرب خصوصاً المتخصصين في مجال (العلاقات الاجتماعية) والمهتمين بالشأن (الأسري)، ويبدو أن الأيام القادمة ستكون (حُبلى) بمناقشات واسعة واهتمام غربي ببعض ما احتواه الكتاب حول (الخيانة والكذب) في الحياة الزوجية.
وبقي أن نحمد الله على (فطرة الإسلام) التي شرعت (التعدّد) كحل للكثير من (الحالات الاجتماعية)، وكصيانة للنفس من (الخيانة) وهو ما يجب إبرازه للعالم اليوم (بجماله وعفته)..! ومن يملك مثلي (صديقاً معدداً) فسيتزوج (الثانية) فوراً، عطفاً على (نعم الله) التي أسبغها على صاحبنا والتي يرفل بها ليلاً ونهاراً.. ولكن قاتل الله الجبن والخوف..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net