|
الدكتور محمد موسى الشريف يقول في كتابه «الشوق والحنين إلى الحرمين»، الرحلة إلى حج بيت الله تعالى الحرام رحلة إيمانية ليس لها نظير، والناظر إلى الحجاج وأثر الحج عليهم يعلم تمام العلم مقصداً من مقاصد الشرع المطهر في فرضه الحج على الناس، إذ إن أكثر الحجاج ينطبع في نفوسهم من الهيبة والوجل من الإقدام على الكبائر بعد الحج الشيء الكثير وينصلح حال كثير منهم وهذا من فضل الله تعالى وجوده وكرمه سبحانه.
وضم الكتاب أقوال عدد من الكتّاب والمؤرخين الذين عبروا عن الشوق والحنين إلى بيت الله ومنها قول الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله-: خرجت من الدار بثياب الإحرام وشعرت من أول لحظة أني قد خرجت من التكلف والرسميات وأوضاع الاجتماع، وأني لما نزعت ثيابي نزعت معها ذلك كله وكل ما يتصل به من كذب الحال أو كذب المقال ولم أحس بأني قادم على سفرة طويلة كان يضرب بطولها ومشقتها المثل بل كنت أحس كأني متنقل من بيت في الدار إلى بيت آخر فأنا أستشعر لذلك الأمن والاطمئنان.
ووصف الأستاذ محمد رشيد رضا -رحمه الله- ما جرى له عندما دخل الكعبة في حجة 1334هـ: دخلت المسجد الحرام في وقت الضحى من يوم الجمعة فوجدت باب البيت العتيق مفتوحاً وفيه بعض الشباب فرأيت الفرصة سانحة للتشرف بالدخول فيه والوقت هادئ لا يكدر صفوه احتفال ولا ازدحام فتوضأت من بئر زمزم وصليت ركعتين ثم صليت في كل جهة من الجهات الثلاث الأخرى ركعتين.