“كنت أجمل من كل شيء جميل وأنت تغسل قلوب عاشقيك بهمزة حب وماء اشتهاء”
أتيتك مثل صباحٍ قديمٍ يمرّ بومضة نقش الحدق
يؤثث فوق جدار الحنين عطورا من الوجد
لا تستغيث بغير هواك ووشي القلق
أتيتك ساربا أكتسي عناقي المزيف في أذرعيك
لأنثر فيك هزيعا يشيخ بأول أغنية
تستعيد الطلوع.. برعشة شوق
تصب الرماد على ضفةٍ من بقايا الشفق
وأغنية العشق قوس السماء
تغني.. تغني..
ولا شحنة من هواء النسيم تمرّ
بلون الضحى المستدير
فتدرك معناك.. يا للعبق
كأني ولحنك ترتيلة
يهدهدها ظمأ الوالهين
من الأمس مياسة بالشبق
وقد أنجب الحب أبناءه
على أرصفة القلب لما استفاق
فكان من الحب وجه الألق
أنمنم أرجوحة تستزيد لذاكرة الوقت
أحلامها.. تفتش في باحة الأمسات
وتتعب همس الدنان الضئيل
إذا رفّ بالنبض رمش الفلق
سلام عليك...
أيا أيها الشوق المعذب في داخلي
فكم أدعيك
أفتش عن ذكريات الذهول..
وأبحث عنك... وأنت الذي في لحاظ المنى
على بعد خفق بقلبي اندفق
كأني ستعجنني في قراك
أساطير ما أودع السادرون
ونهر اشتهائك
في اللامكان..
على صخرة الحزن لما اندهق
سأرفض كل انحناء جميل
يراود أزراري الساهرات
سأفرغ كل رئات الثقوب
على رفك البارد المستبد
فلا رهبة في خريف الورق
ببابك وحدك حلمي الصغير وشيء
من التين في مقلتيك
وكفك وحدك فوق الرياح
تزمّ خطاها بوجه الشتاء
وتترك فيا اشتهاء النزق
على بعض حلم حطامي القديم
تشد النوارس أعشاشها..
فيخذلني البحر في وجنتيك
وقد شاغبتني حكايا الغرق
يغادرني زورق بائس
يجدّف نحو ركام العذاب...
ولا يستريح
كميناء قلبيَ... تهطل فيه غيوم الهروب
ومن أين للغيم فضح الغسق
وخمسون ثانية في الجوار
تعدّ عليّا ارتعاش المساء
فقل لي:
.. بأي ذهولٍ تنوب عن الماء
يا سيد العاشقين
ولحظتك الآن كاللاجئين
تعدّ الرحيل بـ عدِّ الرمق
سيكفيني من صوتك المطمئن
سكونٌ سخيّ من اللاوجود
سيكفيني من بوصلات الغيابِ
غيابٌ يوحدنا في الغياب على سلة العشق
كالسنبلات إذا جردتها لغات الذبول
بتربة ماءٍ وشمس انتشاء...
سيكفيني منك...
شهية حرف تعيد القصيدة نحو الغموض
عناقيد طيشٍ تنادم كلّ ضفاف الضياع
بأغنية رقصُها يختلقْ
فمن أين أغزل فيك الخيال
وقد أرهف السمعَ عشب الجنون
وحوليْ..
تهشم سحر الغناء الجريح
على لوحة الحب في المفترق
فدعني أغني غنائي الوحيد..
فكم أشتهيك غناء بعيدا
تبرعمه هاطلات الشجون..
لعل الصباح القديم المتيم بالآخرين
يعيدك جوقة كأس قديم
على رشفة من طلاء الطبق
لعل هدوء يصب هواك
على رئة من فراغ الصهيل
فلؤلؤك الخضل استخار المغيب
بمئزر منفى وخيطي حنق
فدعني أرتب فوضى الكلام
وما ازدحم الآن في خافقيك
لعل المرايا تغني.. تغني...
فينكسر الدمع..
كيف استرق..!!