نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يكون أبو عبدالله، عبدالعزيز بن صالح الرشيد الصديق القريب من الفائزين في الدار الآخرة الباقية الدائمة، وحسن الختام، وقد عرفته منذ أكثر من عشر سنوات بعد أن جاورته نصلي في مسجد واحد، ولم نتعارف من قبل لأن كلا منا كان يعيش في منطقة من مناطق المملكة وبعد معرفته أحببته كثيراً لله وفي الله، وهو أغلى أنواع الحب في الوجود، لصفاته وأخلاقه الفاضلة التي يندر أن تجدها لدى كثير من الناس ومحافظته على واجباته التي أمر الله بها ويشهد له كافة جماعة مسجده، ويتميز على غيره بدماثة الخلق ومحبته للآخرين ما يحبه لنفسه، وقد سن سنة حسنة في اجتماع جماعة المسجد بدورية آخركل شهر عند أحدهم، للتواصل بين الجيران، اللهم اجعل ذلك في موازين حسناته واجعلها سنة حسنة له أجرها إلى يوم القيامة، وقد استمرت بفضل الله عدة سنوات حتى أصابه هذا المرض العضال السرطان قبل عدة أشهر، الذي لم يوجد له علاج حتى الآن، وقال لي- رحمه الله- استمروا في الدورية وسأحضر لكم عندما أكون نشيطاً، فقلت له سنستأنفها بمشيئة الله عندما يمنّ الله عليك بالصحة والعافية، وكان صبوراً راضياً بقضاء الله وقدره.
وفي يوم الجمعة 2/ 4/ 1433هـ انتقلت والدته إلى رحمة الله وكان من البارين بها كثيراً وتحبه كثيراً وتقيم عنده، وفي يوم الاثنين 12/ 4/ 1433هـ انتقل إلى رحمة الله وصلي عليه في مسجد الراجحي بعد صلاة العشاء ودفن في مقابر النسيم وحضر تشييعه كل من يعرفه وعلم بوفاته من أقاربه وأصدقائه وجماعة مسجده، ويعتبر ذلك من فضل الله ومن حسن الختام بمشيئة الله، نسأل الله له القبول والمغفرة والرحمة، وأن يجازيه بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفواً وغفراناً وأن يجمعنا معه في مستقر رحمته في جنات عليين.
وكل نفس ذائقة الموت، والسعيد من يخلف أعمالا صالحة في هذه الحياة الدنيا الفانية عند تسليم الأمانة لبارئها والانتقال إلى رحمة الله للحياة الآخرة الباقية الدائمة، اللهم يا حي يا قيوم يا ذو الجلال والإكرام، أعز الإسلام والمسلمين وحكامهم المخلصين ووفقهم لما تحبه وترضاه، وتغمدهم برحمتك ووحد كلمتهم على الحق، وانصر المجاهدين المخلصين في سوريا وفي كل مكان على أعدائك وأعدائهم، ورد كيد المعتدين في نحورهم واجعل تدميرهم في تدبيرهم إنك نعم المولى ونعم النصير.
حمود بن عبدالعزيز