وجـد *
كم لفني وجدٌ تدفق وانثنى
في القلب أفراح ٌ
وفي العينين من فرحي دموعْ
وبخافقي وجدٌ إذا
أدخلت كفي في تجاويف الضلوع
وقبضت ملء الكفِ
من وجدي المضمخ بالتبتل والخشوع
بعثرتـُها نورا ً يضيء برحلتي دربي
ويضيء لي كلَ انحناءاتِ النجوع
ويضيء لي كل اشتهاءاتي وكلَ رغائبي
وكلَ آمال الرجوع
***
ويقودني في ظل إيماني وظل صبابتي
وظل أشواقي بأعماقي
وظل ِأغصاني ببستاني
وظل ِساقية ٍ بريع
***
وبظل طلح المنحنى
وظلال أوراد الخمائل ضَحوةً
وتضوع القيصوم والشيح المعطرِ بالربيع
***
يا وجد إني أستظلُ ظلالَ غيمـِك
وظلال زهر ِالإقحوانْ
ومراتع ِالغزلان
ومهابط ِالوديان
وظلال ِشمس العشق حين تلفعتْ
بنصيفها القاني على باب الرحيل وودعتْ
وحينَ باحت ْعند شعشعة الطلوعْ
***
يا أيها الوجدُ الذي
يملي عليّ قصائدي ومشاعري وعزائمي
وكلَ أفراحي وأقداحي
وكلَ ما أهوى وما أبغي
وكلَ ما اسطعتُ وما لا أستطيع
***
يا أيها الوجد ُالذي
ألقى عليّ وشاحـَه وضياءَه وعناءَه
وارتاح في قلبي بحب الليل
وحب الصبح والغسقِ النقيعْ
***
وحب ِأزماني التي تأتي
وحب ِالريح ِالتي تسري
بنسائم الصيف النواعس ِإن هـفـتْ
وتوهجي جوفَ الهزيع
***
يا أيها الوجدُ الذي
يعلو بنشوة عشقهِ
فوقَ انفعالاتي وأشجاني وأحزاني وآلامي
يعلو انكساراتي وآهاتي
وكلَ ما في النفس ِ من نزق ٍ وجوع
***
خذني إليك فإنني
يا وجدُ أشتاقُ التسكعَ في حماكْ
ويرفُ قلبي إن توهجَ في سماكْ
ويطـيبُ لي في كل بارقـة ٍ لقاكْ
خذني إليك فإنني
يا وجدُ يطربـُني حـُداكْ
سليمان عبد العزيز العتيق
* من ديوان رسالة إلى عمر الخيام (تحت الطبع).