فاسيلي ليكاشيف *
اختار الناخبون في الانتخابات الرئاسية الروسية فلاديمير بوتين رئيسا لهم في وقت اهتم العالم بأسره وتابع تلك الانتخابات بترقب؛ نظرا لتأثيرها على السياسة الخارجية لروسيا التي تعد قوة اليوم رئيسة ولاعبا هاما على الساحة العالمية. روسيا التي يريدها العالم هي التي تدعم القانون الدولي وتدافع عن التوجهات البرغماتية والسلمية لحماية حقوق الإنسان الأساسية. هذه القضية أصبحت على درجة كبيرة من الأهمية نظرا للتوجهات المثيرة للقلق من قبل العالم الغربي خلال العشرين عاما الماضية في علاقته مع روسيا.
عقلية الحرب الباردة، ازدواجية المعايير، الانتهاك الصارخ للقانون الدولي، مؤثرات لا تزال تسيطر على عقلية بعض الدول الغربية في التعامل مع موسكو إضافة إلى ازدياد حالة الرهاب أو الخوف من روسيا في الغرب، حيث رأينا هذا الأمر مؤخراً من خلال رد الفعل السلبي للدول الغربية وواشنطن على تحركات روسيا القانونية في مجلس الأمن حول القرار الذي جرى التصويت عليه بشأن الأزمة السورية. وخلال الحملة الانتخابية، ركز المرشحون الخمسة على الحاجة لحماية المصالح القومية الروسية واحترام القانون الدولي، على الرغم من وجود بعض الاختلافات بين المرشحين الخمسة.
بوتين الذي فاز في السباق الرئاسي في روسيا يضع في أولوية أجندته استخدام دبلوماسية قوية مع الخارج، وفي الداخل تحديث القوات المسلحة لتقوية القدرات الدفاعية لروسيا ومكانتها الدولية. المقترحات التي قدمها المرشحون خلال سباق الرئاسة التي تضمن الأمن الدولي والقومي لروسيا الاتحادية لا يجب إغفالها بل يجب أن تكون متضمنة في سياسة الرئيس بوتين على الصعيد المحلي والدولي. فهذه هي الطريقة المثلى لتحسين علاقة روسيا مع الغرب وفي الوقت نفسه حماية المصالح القومية لبلادنا.
* سفير روسيا السابق لدى الاتحاد الأوربي / (موسكو تايمز) الروسية