مع زحمة القاهرة لو طحت في يد (بائع متجول) عند الإشارة، وعرف أنك (خليجي) مش حتقدر (تفرك برجليك) وليس مجرد أنك (تغمض عينيك).. والسبب أنه سيعرض عليك خدماته طوال (زحمة المرور) ابتداءً من إيجاد (شقة) وأنت للتو خارج من (فندق 5 نجوم) وممكن يقول لك (حفسحك يا باشا) وقد يعرض عليك (عاوز إيه يا باشا ؟!.. حريحك) حتى ترد عليه بقولك (أنا مش باشا.. الباشا في السجن؟!) عندها سيعرف أنك (سائح ملكع.. ما منك فايدة) وسيقول لك في نهاية المطاف (أي حاجه يا بيه ؟!) وسيرضى بأي شيء!!.
يشد انتباهي (البائعين) عند إشارتنا المرورية واستغلالهم (للمتغيرات المناخية الجوية) ومتطلبات قائدي المركبات.. ففي اليومين الماضيين مع (موجة الغبار الشديدة) قالبينها (صيدلية) يمر من عندك الواحد وهو يقول (كمام بريال) بينما في الصيدلية تجد (30 حبه بثمانية ريال فقط), بائع (الكمام) في الغبار كان بالأمس يبيع (مناديل) و (ألعاب أطفال صابونية) يرتفع معها ضغط أصحاب (السيارات الكشخة) التي يغسلونها (24 ساعة) حين تقع (فقاعات الصابون) عليها والبائع ينادي (لعبة بخمسة) متصيداً السيارات التي يوجد بداخلها أطفال..!!.
إن (سرعة تكيف) البائعين عند الإشارات مع حاجات الناس، يعطي (مؤشر خطير) يحتاج (لوقفة تأمل), فهم في (عز القايلة) يبيعون (ماء بارد) شباب في عمر الورود من (الجنسين).. وفي المغرب (مساويك) و(طيور) وبعد ذلك خرجوا علينا (ببدعة الورود الحمراء) عند الإشارات، حتى أنك تلاحظ بعض (قائدي المركبات) وكأنه لا شغل لديه إلا شراء (الورد) عند كل إشارة يقف عندها وأنت تستغرب.. . ولكن بمجرد أن (تسترق النظر) ستجد أن (أم الشباب) مسنتره في الغمارة الأمامية (كفرد تعزيز) طوال الرحلة..!!.
معه حق (وردة بخمسة) تكفيك من شر طوارق الليل والنهار مع المعوذات..!.
الظاهرة تطورت (تدريجياً) في بعض المدن ليتم بيع (شرائح الجوال) مسبقة الدفع بأسعار (زهيدة)، بالإضافة إلى بطاقات إعادة الشحن، وبعض الأجهزة الكهربائية الخفيفة مثل (مكائن الحلاقة) وغيرها مما يؤكد أن (السكوت أكثر) سيساعد في تنامي الظاهرة وتطورها شيئاً فشيئاً..!.
خصوصاً وأن كل المعطيات والمؤشرات تقول إن عمليات البيع لا تتم بشكل فردي أو عشوائي بل هناك على ما يبدو روائح (تنظيم ومافيا) لانخراط هؤلاء الصغار (مجهولي الهوية) في التسول والأخذ من البيع عند الإشارات ذريعة قد تتطور لاستغلالهم (للترويج للمخدرات) لا سمح الله أو أمور غير أخلاقية أخرى.. فمن يدري ؟!.
إذاً فلنتصدى للأمر (بحزم) طالما أن العلاج ممكن قبل تفشي (الظاهرة) مما يصعب معه الحل.. ولنا في عدد من العواصم العربية خير مثال..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net