ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 21/03/2012/2012 Issue 14419

 14419 الاربعاء 28 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

من الكتب التي أُهديت لي في لقاءاتي بأهل مكة هذا الكتاب الذي يحمل عنوان هذه المقالة (حلية رجل الأمن)، وهو كتاب طريف، يقع في فصول خمسة، تضم عدداً غير قليل من الموضوعات، تكوِّن أكثر من مائة وعشرين صفحة، رحل فيها مؤلف الكتاب مع رجل الأمن من بداية رحلته العملية دراسة ووظيفة إلى نهايتها تقاعداً، مرافقاً له في عمله مرافقة الناصح المحب الذي يضع المعالم في طريق هذا المجال الأمني المهم، ويتناول المشكلات، ويقدِّم الحلول والتوجيهات التي تدعم مسيرة رجل الأمن نحو النجاح.

تناول المؤلف الأخ خالد بن محمد الأنصاري، رئيس قسم البحث العلمي والترجمة في المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعيات الجاليات في شرق جدة، عدداً من الصفات التي يرى أنها مهمة لتكوين رجل أمن إيجابي فاعل، قادر على القيام بواجبه والتعامل الفعّال مع دائرته ومسؤوليه وزملائه، ومع المجتمع.

وذكر من تلك الصفات في الفصل الأول الإيمان بالله - عز وجل - إيماناً صادقاً، يتحقق به الإخلاص في العمل، والتقوى، وسلامة المعتقد، وطاعة ولي الأمر، وحفظ الأسرار، وما يتبع ذلك ويصاحبه من الأمانة والصدق وإتقان العمل وجودته وحسن الخلق والصبر مع الحلم والأناة والتواضع والحياء والحكمة في التعامل والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في محيط عمله، والوفاء بالوعد، وغض البصر، والعناية بالهندام الحسن. كما ذكر في هذا الفصل عدداً من الصفات التي تجعل رجل الأمن فعالاً في أسرته وحيه ومجتمعه ووطنه كبِرِّ الوالدين وصلة الرحم وأداء حق الجوار وقضاء حوائج الآخرين وطلب العلم والقراءة والاطلاع ومشاركة الناس في مناسباتهم المختلفة تهنئة وتعزية وعلاقات اجتماعية مميزة.

بتأمل هذه الصفات التي ذكرها الأخ خالد الأنصاري نجدها صفات صفات عامة مهمة لكل إنسان مسلم، وهي شاملة عدداً القيم التي ترقى بشخصية الإنسان، وترفع من مستوى شعوره بقيمة نفسه في المجتمع، وبأهمية ما يقوم به من دور نافع يجعله محبوباً مقرَّباً من الناس، فكيف بها إذا ما توافرت في رجل الأمن الذي يقوم بمسؤولية كبيرة في المحافظة على استقرار المجتمع وهدوئه وأمنه وراحته.

لو أخذنا صفتين من هذه الصفات، وركزنا على وجودهما في شخصية رجل الأمن لكفى، فكيف بتلك الصفات المشرقة جميعها؟ أعني صفتي (حسن الخلق، وإتقان العمل). أما حسن الخلق فحسبنا بها صفة عظيمة، أخبرنا رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أنه قد بُعث متمِّماً لها «إنما بُعثت متمماً لصالح الأخلاق» أو «مكارم الأخلاق»، وحسبنا بها صفة تنشر المحبة بين الناس، وتوطّئ أكنافهم، وتجعلهم أرقى أسلوباً في التعامل، وأرحم بالناس، وأحرص على ما ينفعهم ويحقق السعادة لهم، وهي صفة الأنبياء والمرسلين وكبار المصلحين على مدى التاريخ البشري. أما إتقان العمل فهي الصفة التي تتحقق بها مصالح الفرد والمجتمع والأمة في أرقى وأسمى مراتبها، وقد وجهنا إلى ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما روي عنه «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه».

إنه كتاب جميل، يستحق القراءة، خاصة من رجل الأمن، وقد قدّم له بكلام جميل رجل الأمن اللواء الدكتور سعد بن عبد الله العريفي، عضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد الأمنية سابقاً، وهو من رجال الأمن المعروفين بالجد والمثابرة والإتقان في عمله، تحية له وللمؤلف وللقراء الكرام.

 

دفق قلم
حلية رجل الأمن
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة