- (الثقة) ليست فضيلة عامة لأنها يُمكن أن تُمنح لمن لا يستحقها. و(الثقة) بشخص لا يستحق (الثقة) قد تكون أكثر من حماقة، قد تشجع الأشخاص على أن يستغلوا الناس الساذجين الذين يسهل خداعهم، (الثقة) تحتاج إلى تعاون، لا إلى الميول الغيرية للفرد.
- (الثقة) ليست من ميزات المجتمع المزدهر.
- (إن الشخص الذي يحاول أن يكون (اعتنائياً) ولكنه في الواقع غيري بصورة عمياء، إلى درجة أنه يفتقر إلى الاحترام (الذاتي) يعرّض نفسه للنقد لأنه لا يستطيع امتلاك الفضيلة المطلوبة.
- (في حالة التقمُّص العاطفي الفائق مع الآخرين، الذي قد يؤدي إلى درجة خاطئة من نكران (الذات)، أو عندما يتجاوز فعل المحبة الحد المقبول ويتحول إلى هيمنة تسلطية - فإننا نحتاج إلى أخلاق (العناية). (أخلاق العناية- فيرجينيا هيلد).
(فيرجينيا هيلد) أستاذ الفلسفة في جامعة كولومبيا الأمريكية، متخصصة في الفلسفة السياسية وعلم الاجتماع والأخلاق والفلسفة النسوية، حازت في العام 2003 جائزة جيمس ويلبر للإسهام المتميز في تقدم وتطور القيم الإنسانية.
كتاب المؤلفة أتى على أخلاق العناية بأوجهها المتعددة المطلوبة، والمتجاوزة، والمرفوضة، والمتكلف فيها.. ورأيت أن أجيء على ثلاثي: (العناية، الذات، والثقة).
من العناية، العناية بالآخرين بدافع الروابط الأسرية، والاجتماعية، وبتحريض من العلاقات العاطفية.. فماذا عن اعتناء الفرد بنفسه اعتناء يحفظ لذاته مكانتها عنده وعند غيره، كي يشعر بالثقة تجاه نفسه قبل شعور الآخرين بها نحوه.
بمعنى أن الشخص يكون اعتنائياً لدرجة أن يصبح غيرياً، أي محباً للآخرين للغير محبة تجعله يبخس ذاته حقها ويؤثر الغير عليها بـ (صورة عمياء)، فلا يحترم ذاته، أو يجلها، ويقدرها، الأمر الذي قد يترتب عليه نكران الآخرين لذاته وعدم احترامهم لها، بحيث لو حاول منح ذاته شيئاً من اهتمام ناله انتقاد لاذع واتهم في اعتنائه بهم أو طعن!!
- طبيعي أن تعتني الأم بصغارها اعتناء حب وحرص واهتمام، لا اعتناء واجب تشعر أنه فُرض عليها لأنها أم، أو بناء على تقليدية مجتمع تعارف لديه أن العناية الأسرية من واجبات الأم وحدها، في حين (أن نظرية العناية التي تمجد العناية ولكن لا تهتم بكيفية توزيع واجبات العناية تساهم في استغلال النساء..) بحسب رأي (فيرجينيا). وأوافقها الرأي.
فالشرع الإسلامي أكد أن العناية عملية تباديلة بين الطرفين، الأب والأم، الزوج والزوجة، وقد ذكرت أن ذلك طبيعي، وما ليس طبيعياً أن أعتني بمن لا يستحق الاعتناء به!!
وربما لا يعتني بي إطلاقاً! لأن الاعتناء ليس حاجة مادية محسوسة فقط، بل معنوية وشعورية على الوجه الأخص، وإذا لم يتحقق لك من الطرف الآخر حققه لذاتك، فهي تستحق.
الاعتناء بالذات، اعتناء بصحتها، بسلامتها من الأذى، بعدم نكرانها منك شخصياً، ببناء حاجز دون خدشها أو جرحها وتلويثها بملوثات تظهر على سطح العلاقات العاطفية والأسرية. كثيراً ما تعمى أبصارنا عن صغائر الملوثات حتى إذا تكاثرت الصغائر، تراكمت وتحولت إلى كبائر فسمعنا دوي انفجار ذاتنا وشهدنا أحداث الدمار الشامل لها.
- الاعتناء بالذات يعني الثقة بها وفيها، ولن نشعر بعدم استحقاقنا لها لأننا وثقنا في أنفسنا وهي تستحق. نفسنا إن وثقنا بها لن تحاول استغلالنا محاولة الأشخاص استغلال سذّج وثقوا بهم!!.
- الحب يعمي البصر والبصيرة فيحرض الفرد على الثقة بمن لا يستحق بدافع الحب!! فلماذا لا نبدأ بحب أنفسنا أولاً، فنثق بها لننتقل منها إلى حب من يستحق الحب والثقة به.
الثقة بمن يستحق صون للذات من أن تُمتهن، أو يُبخس حقها، وبوابة للاعتناء بها عناية دافعها الحب والحب ثم الحب.
- الثقة بالشخص تأتي بعد الحب أو يفترض أنه كذلك، وأستثني من هذا الحب، التقمُّص العاطفي الفائق الذي قد يؤدي إلى درجة خاطئة من نكران الذات والوقوع تحت هيمنة تسلطية يصعب الخروج منها.
bela.tardd@gmail.com -- -- p.o.Box: 10919 - dammam31443Twitter: @Hudafalmoajil