ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 21/03/2012/2012 Issue 14419

 14419 الاربعاء 28 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ليس أجمل ولا أخطر من الكلمة..

بعيداً عن معيار العقل، ثمة كلمة تضعك وأخرى ترفعك، وهي في مجملها تمثل (الكتاب)..

منذ أن قالوا معرض الكتاب.. استيقظ الحنين في أعماقي لدفتي كتاب، لملمس الورق، لقراءة ما بين السطور وما خلف الكلمات، لتلك العبارات التي استوقفتني، استعذبتها فأخذت أرددها طوال الوقت، صباحاً ومساء.. تتداعى الصور والمواقف في ذاكرتي، أستشعر يد أبي -رحمه الله- وهي تمسك يدي بحنان وتأخذني إلى المكتبة لأول مرة في مسيرة حياتي أتذكر حينها بأني كنت أخطو من السنة الثالثة الابتدائية إلى الرابعة، كان أبي قارئاً للكتب من الصنف الممتاز خاصة الكتب التاريخية والأدبية، لديه مكتبة عامرة بعضها أفهمه، وبعضها لا أدري ما هو فقد كان يبدو لي حينها أشبه بالطلاسم.. أتذكر حين اقتنيت لأول مرة بمساعدته طيّب الله ثراه، ثلاث قصص من المكتبة الخضراء هي (سندريلا، القدّاحة العجيبة والجميلة النائمة) كم كان يوماً رائعاً مختلفاً لا ينسى.. فقد كان له دور كبير في اكتشافي وبالتالي تعلقي الشديد بهذا العالم الساحر، عالم القراءة، تذكرت حين كنا نتسابق أنا وشقيقتي الكبرى أيّنا تنهي الكتاب أولاً، يشتد لدينا هذا الاستغراق القرائي بصورة أكثر في الإجازة الصيفية حيث تغلق المدارس وتقفر الشوارع ونجد لدينا الكثير من أوقات الفراغ التي لابد من ملئها لا أنسى جلستي تلك الأضاحي أو الظهيرة أعلى الدرج رغم الحرّ إلا أن الدّرج كان ذا فتحتين متقابلتين كانت تُحدث تياراً هوائياً جميلاً ومع أحلام الطفولة التي كانت تتهادى في خيالي حتى أكاد أراها أمام عيني، كل شيء كان يبدو محتملاً متوافقاً مع حلمي بضحكة عابرة أو دندنة أغنية جميلة نستعيدها مراراً لحفظها.

تذكرت بداياتي في القراءة التي تدرجت شيئاً فشيئاً.. ثم بداياتي في معرض الكتاب فقد كنت حينها أقتني الكثير من الكتب، الغث والسمين ومع مرور الأيام، أكتشف بأنني لم أستسغ بعضها وأن البعض الآخر خدعني عنوانه والآخر كان لشكل غلافه والصورة التي تزينه دوراً في إغرائي، مع مرور الوقت ونضج التجربة بدأت في الانتقاء، غالباً لا أشتري كتاباً إلا لكاتب معروف أو لكاتب جديد أقرأ عنوانه وشيئاً من مقدمته وسطوره الأولى فيشعرني بأنني أمام كتاب له قيمة.

ربما لاحظتم مثلما حدث لي زيادة في الكتب المؤلفة على كافة الأصعدة الأدبية والاجتماعية وغيرها وقد حازت الرواية نصيب الأسد في عدد الروايات المؤلفة ويبدو أننا سنجد عبارة تتكرر في أحاديثنا ذات يوم (ما كثّر الله إلا الروائيين والروائيات!) وهي ظاهرة تحمل أكثر من دلالة إما أن هناك كثرة في الروائيين ذوي الخبرة والاحتراف وإما أن هناك استسهالاً لكتابة الرواية والاحتمال الثاني هو المرفوض، فالرواية في الأساس ليست فناً سهلاً، بل لابد من توفر الكثير من القواعد والأسس لنجاحها، لست ضد إصدار ونشر مثل هذه الروايات، لكن لابد تفنيدها ووضعها تحت المجهر لغربلتها، ولا أعتقد بأن الحكم عليها سيكون صائباً جداً في الوقت الحالي بل إن الزمن هو المحك.. حينها ستتضح جودة هذه الرواية وقوة تأثيرها من عدمه.

 

فجرٌ آخر
الكتاب.. حنينٌ وأسرار
فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة