ينعقد اللقاء الدوري الحادي عشر لرؤساء بلديات منطقة الرياض بمحافظة القويعية الذي تنظمه وتشرف عليه بلدية محافظة القويعية بالتعاون مع وكالة الأمانة لشؤون البلديات ليتيح فرصة لتواصل مع المختصين والباحثين في مجال المشاريع البلدية بهدف دراسة الاحتياج الفعلي لها وبيان واقع تنفيذها وحيث تعتبر المحافظة أكبر محافظات نجد عاش بها الإنسان القديم فهي ترسم لوحة من عبق وأصالة التاريخ وجزالة الحاضر المزود بسلاح العلم والبناء المتمدن وتعطي رؤية لمستقبل زاهر للوصول للعالم الحديث المتقدم وبمناسبة هذا الحدث لعلنا نعرض لمحات عن ماضي وحاضر ومستقبل المحافظة الواعدة.
لمحة تاريخية عن محافظة القويعية
عرفت محافظة القويعية في المعاجم التاريخية والجغرافية بأسماء عدة حيث عرفت بسواد باهلة وبعرض شمام ولم يرد ذكر للقويعية بهذا الاسم في المصادر التاريخية والجغرافية القديمة، في حين ورد الكثير من بلدان العرض القريبة من القويعية، ويبدو أن القويعية سميت بهذا الاسم لوقوعها في أسفل وادي القويع تصغيراً لاسم بلدة القويع الباهلية القديمة. ولا يزال العديد من قراها وأوديتها وجبالها تحمل نفس الأسماء التي عرفت بها قديماً. أما نشأة القويعية فإن الآثار القديمة الباقية للإنسان تشير للعصر الآشولي الذي نجد آثاره مترامية في كل مكان وخاصة في جنوب غرب القويعية.
وتوجد آثار للإنسان الذي عاش في الألف الثالث إلى الألف الخامس قبل الميلاد وذلك شرقي القويعية وكذلك توجد آثار ثمودية من نقوش ورسومات بالقرب من نفس المكان.
الموقع الجغرافي
تقع محافظة القويعية في قلب نجد من وسط المملكة العربية السعودية وتبعد عن مدينة الرياض غرباً بحوالي 170 كلم حيث يشقها الطريق السريع (الرياض- الطائف)، وتحدها من الجنوب محافظة وادي الدواسر، ومن الشرق محافظة الحريق ومحافظة المزاحمية ومحافظة الأفلاج، ومن الغرب محافظة عفيف، وتعتبر محافظة القويعية أكبر محافظات منطقة الرياض من ناحية المساحة حيث تقدر مساحتها بحوالي 95 ألف كيلومتر مربع تقريباً، ويتبع لها حوالي 600 قرية وتقع المحافظة بين خطي عرض 22- 24 درجة وبين خطي طول 44- 46 درجة.
لمحة عن بعض أهم المعالم والآثار التاريخية في المحافظة
موقع أثري يعود إلى العصر الآشولي
يوجد هذا الموقع جنوب غرب القويعية بمسافة سبعة عشر كلم تقريباً حيث يوجد منطقة صخورها سوداء إلى الغرب من الطريق المرصوف واعتبر من أغنى المواقع الآشولية من حيث الملتقطات السطحية وهو كبير المساحة إذ تبلغ مساحته (200م × 100م) « العصر الآشولي يرجع إلى العصر الحجري القديم)
موقع أثري يعود إلى الألف الثالث – الألف الخامس قبل الميلاد
يقع شرق القويعية وعلى بعد خمسين كيلو مترا يوجد به بناء حجري دائري طول قطره 15متراً وسمك جدرانه متر واحد من الكتل الحجرية السوداء.
موقع أثري ثمودي
يقع شرق القويعية على بعد خمسين كيلومتراً من القويعية، حيث توجد منطقة صخرية عالية بنية اللون عثر على نقوش ورسوم كثيرة تشبه على حد كبير النقوش الثمودية.
موقع أثري في بعيثران
يقع جنوب القويعية بمسافة خمسة عشر كيلو متراً ويوجد في واديها رسومات صخرية أثرية على أحد الجبال وتمثل رسوماً لحيوانات وقد تكون هذه الرسومات امتداد للطراز الثمودي.
العرض:
وهي سلسلة جبال ذات لون أسود تمتد من الشمال على الجنوب في منطقة القويعية تعترضها الأودية وتنتشر فيها القرى.
جبل شمام «شمالات»
ويصل ارتفاعه إلى1300متر فوق مستوى سطح البحر. وأشار ياقوت الحموي: إلى أن اسم هذا الجبل مشتق من الشمم والعلو وهو جبل له رأسان بارزان استمد منهما اسمه حيث أطلق عليهما (ابني شمام) و(أذني شمام)، وقد اكتسب أهمية تاريخية لا يمكن إغفالها فيوجد بالقرب منه آثار تعدين تعود لعصور قديمة بالإضافة إلى أهميته في الشعر العربي فقد تغنى به الكثير من شعراء العرب وخلدوا اسمه في أشعارهم:
قال لبيد بن ربيعة في رثاء أخيه:
فهل نبئت عن أخوين دام
على الأحداث إلا ابني شمام
قال امرؤ القيس:
كأني إذا نزلت على المعلى
نزلت على البواذخ من شمام
وقال النابغة الذبياني:
لقد أقريتهم خزيا مبيتا
مقيما ما أقام ابنا شمام
وقال جرير:
عاينت مشعلة الرعال كأنها
طير تناول في شمام وكورا
وقال الفرزدق:
ثقلت علي عمايتان ولم أجد
سبباً يحول لي جبال شمام
جبل صبحا (يذبل)
ويعد جبل يذبل أعلى قمم الجبال في نجد ويسمى الآن جبل صبحا إذ يبلغ ارتفاعه 1524متراً فوق مستوى سطح البحر، ويقع على بعد 125كم جنوب غرب مدينة القويعية وهو جبل مكون من الصخور الجرانيتية التي تمتاز بلون يميل إلى الحمرة وتخترقها مجموعة من الأودية والشعاب، وقد تغنى به الكثير من الشعراء في العصر الجاهلي:
قالت الخنساء :
أخو الجود معروف له الجود والندى
حليفان ما قامت تعار ويذبل
وقال امرؤ القيس بن حجر الكندي:
فيالك من ليل كأن نجومه
بكل مغار الفتل شدت بيذبل
الدخول وحومل
مكانان بارزان يقعان في جنوب غرب القويعية بالقرب من الحصاة ويكتسب هذان المكانان شهرتهما من وردهما في أشهر قصائد الشاعر الجاهلي امرئ القيس حيث قال:
قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ
حصن بن عصام
وعصام هو وزير النعمان بن المنذر ملك الحيرة الذي قال فيه النابغة
أنفس عصام سودت عصاماً
وعلمته الكرّ والإقداما
قال الهمداني: «بلد يقال له القويع يعرف ببني زياد من بأهلة ثم أعلى منه حصن آل عصام وهو من ولد عصام خادم النعمان ...»
ويوجد في الجهة الشمالية من ثنية عصام ببضع كيلو مترات مكان يسمى دحلة الكتابة وهو واد صغير يوجد في مدخله نقش على حجرة سوداء تمثل كتابة بالخط الكوفي عبارة عن أدعية وصلاة على النبي «صلى الله عليه وسلم».
قرية الأمار
وتتميز هذه القرية اليوم بوفرة الذهب حيث تعمل شركة معادن بستخراج الذهب العالي النقاء من منجم الأمار وهي قرية حديثة تقع جنوب غرب القويعية بمسافة أربعة وأربعين كيلو وتنتشر فيها المناجم القديمة على سفوح الجبال التي تمثل الذهب والفضة والحديد. وفي غرب الأمار تظهر آثار لقرية قديمة تحيط بها الجبال من جهة الشمال والجنوب وتظهر أسس المباني وفي شمالها توجد آثار الأفران التي استخدمت في حرق المعادن وينتشر خبث المعادن حولها وتنتشر المساحيق الحجرية التي تستخدم لهذا الغرض، وتظهر على أرضية الموقع كسر فخارية ذات لون أزرق وأخضر وزجاج ملون ربما تكون تعود للعصر العباسي إذا تظهر نقوش بالخط الكوفي.
برج الرقيبة
ويرجع تاريخ بناء هذا البرج إلى القرن الحادي عشر الهجري ويعد من أهم المعالم التاريخية لبلدة القويعية، وما زال صامداً ومعلماً شامخاً يشرف على الطريق السريع (الرياض- مكة المكرمة)، ويقع على جبل كان يطل جنوباً على غصيبة البلدة القديمة وغرباً على البلدة الجديدة العقدة وبني هذا البرج من أجل الحراسة والمراقبة في ذلك الزمان.
جبل قساس (دساس)
بضم القاف ويطلق عليه حاليًا جبل (دساس) فهو أسود اللون ويقع غرب الرين بمسافة40كلم، ويشتهر هذا الجبل باحتوائه على أجود أنواع معدن الحديد في العالم حيث يقدر الاحتياطي فيه بحوالي 300 مليون طن كما اكتشف به مناجم وحفر كبيرة لاستخراج معدن الحديد تعود لعصور قديمة استخدمت فيها آلات التعدين البدائية.
قال عنه ياقوت الحموي «فيه معدن من حديد تنسب إليه السيوف القساسية».وقد عرف من أسماء صناع السيوف عمرو بن أسد بن خزيمة واشتهر سيف نسب إليه عرف بـ(القساسي).