قال الخليل بن أحمد: رجل يدري ويدري إنه يدري فذلك عالم فأسألوه، ورجل يدري ولا يدري إنه يدري فذلك ناسي فذكروه، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذلك جاهل فعلموه، ورجل لا يدري ولا يدري إنه لا يدري فذلك أحمق فارفضوه!!
من هنا يتضح أن أي مجتمع كانت توجد به هذه العينات من الرجال، ومهما يكن من أمر فإن التمييز بين البشر وأهدافهم وأعمالهم يظل قائماً، ولو أن كثيراً ممن يميزون بين الخطأ والصواب في هذا العصر فقدوا كثيراً من المفاهيم التي جعلت البعض منهم يعطون ثقتهم بأسماء معينة ويعتقدون أن هذه الأسماء جديرة بهذه الثقة وبعد فترة قد تكون قصيرة تتغير النظرة وتضعف بل وغالباً ما تزول بفقدان هذه الثقة.. مع الإشارة إلى أن البشر مهما كانت آراؤهم وأهدافهم لا يمكن لهم طمس ما يتمتع به إنسان هذه الأرض المباركة من قيم دينية وأخلاقية وكرم وفضائل؟ ولكنهم استطاعوا من خلال التجارب كشف الكثير من حقائق ممن يدعون الصلاح والإصلاح والذين عودوا أنفسهم مخادعة الناس والحصول على تطبيل البسطاء عبر وسائل إعلامية أصبحت في متناول الجميع، فأي تصنيفات الخليل بن أحمد تنطبق عليهم؟ وعليهم أن يعلموا أن الدين الإسلامي الحنيف دعا إلى محاسبة النفس لما يدور فيها من النيات ووساوس الشيطان لتطهيرها منها وبين أن الله يعلم ذلك كله.. قال تعالى: وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ.. البقرة 284، إذاً لابد من تصفية النية وأن يكون كل واحد من أفراد المجتمع مفتاحاً للخير ومغلاقاً للشر وأن يعي كل إنسان دوره في الحياة وأن نتخلى جميعاً عن زرع الفتن وإثارة القلاقل وأن نعالج قلوبنا من المرض ونطهرها لما لها من أهمية في معرفة الحق واتباعه والباطل واجتنابه.
قال جل شأنه: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ محمد29، فاعلموا يا أصحاب الضغائن أن الله تكفل بتخليص البشرية من أوهامكم وأحقادكم وشروركم، عودوا إلى الله وكونوا صالحين ومصلحين حقاً وحقيقة؟