الآن وبعد أن أصبح رالي حائل حدثًا رياضيًا موسميًا عالميًا، ولاستثمار شهرته وأصدائه الرسمية والإعلامية والجماهيرية لفائدة منطقة حائل في جانب حيوي وضروري، ولتوسيع دائرة خدماته الإنسانية والوطنية فإنني كمتابع ومنتمٍ ومهتمٍ برياضة المنطقة أتوجه للقائمين على برامجه وفعالياته بفكرة إقامة حفل سنوي مصاحب لأيام الرالي يتم خلاله سنويًا تكريم شخصية رياضية لها سيرتها وتاريخها ونجاحاتها ومواقفها ودعمها المادي والمعنوي لرياضة المنطقة والمملكة عمومًا..
منذ سنوات ومن أيام ما كنت عضوًا في مجلس إدارة جائزة حائل للخدمة والتفوق والإبداع وأنا من المتحمسين قبل توقفها لترشيح رجل المكارم والعطاء والبذل والوفاء الشيخ الفاضل علي بن محمد الجميعة لنيل هذه الجائزة التي تحمل اسم منطقة أحبها الشيخ بصدق وأعطاها بسخاء الكرماء وتواضع النبلاء وقدم لها بطيب خاطر الكثير من فكره وجهده ووقته وماله وآماله وطموحاته وتطلعاته وخبراته، جائزة تثمن وتسجل للتاريخ والأجيال مواقفه الرائعة ومبادراته الدائمة في مجالات البر والخير والاقتصاد والزراعة والرياضة والعلم والمعرفة والثقافة والشباب وكذلك دعمه للمبدعين والمتميزين على مستوى الأفراد والأندية الرياضية والأدبية والهيئات والمؤسسات..
ليكن الرالي مناسبة تقدير وتكريم للاحتفاء برموز لهم مكانتهم وقيمتهم ودورهم في بناء الإنسان وتنمية الوطن، والشيخ علي الجميعة أحدهم وأبرزهم -حفظه الله- وبارك له فيما أعطاه..
عيني عينك
تناقضات فاضحة ومضحكة تثبت بالدليل القاطع أن لدينا بالفعل أزمة فهم لحقيقة ما يدور حولنا، الأمر الذي يشكل بطريقة أو بأخرى رأيًا عامًا له انعكاساته السلبية على الوسط الرياضي برمته، فعلى سبيل المثال:
- عندما قال الأمير نواف بن محمد: إن المدرب ريكارد لم يوفق في اختياره للشاب إبراهيم غالب، بدليل أنه لم يشارك في مباراة أستراليا رغم الحاجة للاعب ارتكاز إلى جانب كريري، شن الكثيرون حملة شرسة ضد الأمير نواف وضد لاعبي الهلال الدوليين وأنه لا يريد الخير للاعبي النصر، في المقابل انتقد الكابتن ماجد عبد الله ريكارد لاستعانته بالنجم الصاعد سالم الدوسري، فوصفوا كلام ماجد بالرأي الفني الصائب والصريح حتى والدوسري يتألق ويسجل حضورًا لافتًا في المباراة..
- أن يشتم ويحارب قائد المنتخب عيانًا بيانًا في المدرجات والفضائيات وفي عز مشاركات الأخضر فهذا أمر عادي ومطلوب، بينما تثور ثائرتهم ويهددون ويزبدون ويرعدون في وجه كل من تسوّل له نفسه انتقاد تهور وتلاعب نجمهم المفضل في حادثة ما تتعلق بالنادي وليس منتخب الوطن..
يقول الدكتور حافظ المدلج: إن هنالك بعض الإعلاميين يتقاضون أموالاً من مسئولين في الأندية، يرافقونهم ويقضون إجازات الصيف معهم فيتعرض الدكتور لسخط عارم وهجوم إعلامي عنيف ومطالبات واسعة لمحاكمته ومحاسبته، في هذه الأثناء يؤكد الإماراتي محمد نجيب على أن أحد الإعلاميين السعوديين طلب منه مبلغًا من المال كي يضمن للقناة الفوز بحقوق الدوري السعودي، فلا أحد وجّه له اللوم على اتهامه دون دليل أو إثبات أو طالبه بفضح المرتشي الخطير والإعلان عن اسمه وإنما وجد منهم الثناء والمديح والاحتفاء به وليكون في نظرهم الصريح والجريء الشجاع..
- فجأة وبمجرد أن تقلّد الشيخ محمد بن صقر القاسمي منصب رئيس الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء، وبعد ما كانوا يطلقون عليه اتحاد الشقق والشغالات انقلب هذا الأخير إلى اتحاد عالمي مهم له قيمته وموثوق به وبنتائجه..
الغلبة للأونطة
ما يتردد حاليًا في بعض القنوات الفضائية وتحديدًا في البرامج الحوارية الرياضية أمر متوقع، ونتاج طبيعي لفوضى إعلامية ظلت تسيطر على أجواء هي في الأساس ملتهبة ومشحونة وجاهزة للانفجار في أية لحظة..
كثيرة هي البرامج التي تعتمد في مضامينها وأهدافها وتوجهاتها على الإثارة والتهريج والتهويل وبالتالي لا بد أن تختار الأسماء التي لديها مؤهلات التلاسن والغوغائية، والسقوط البشع في لغة التفاهم والحوار لدرجة أدت إلى قرف المتلقي وإثارة اشمئزازه جاء في توقيت متناغم مع تدهور الكرة السعودية، فمن أراد أن يكون جريئًا ومخلصًا وصادقًا ومعبرًا عن لسان حال الجماهير فما عليه إلا أن يسيء لهذا ويتطاول على ذاك ويختار لأجل ذلك العبارات المهينة والمؤذية للمشاعر والذوق العام..
لقد بدأت الحكاية وكبرت وانتشرت منذ سنوات قريبة، حيث استغلال المشاهد السعودي بطريقة ظاهرها الصراحة والجرأة والشفافية، وباطنها زرع الفتن والانقسامات والأحقاد والمصادمات بين جماهير الوطن الواحد، حتى أصبحنا اليوم أمام كم هائل من برامج تتشابه تمامًا في أسلوبها وأطروحاتها وإن اختلفت أسماؤها ونوعية المشاركين فيها، وبدلاً من أن تتنافس فيما بينها على المهنية والاحترافية والمصداقية، صارت تقلد بعضها في كيفية إثارة البلبلة وتخوض سباقات شرسة ومنافسات محمومة للعثور على الأشخاص الأقل حياءً والأكثر صخبًا والأطول لسانًا، وهذا بالطبع سيأتي على حساب العقل والمنطق والإقناع..
القضية في إطارها العام باتت تمثل مصلحة وطن، والسكوت على ما يجري ويتصاعد يومًا بعد آخر سيكون ثمنه مكلفًا وضرره فادحًا، لذلك من الضروري تدخل الجهات المختصة لإيقاف هذا العبث بإيجاد حل مناسب وتنظيم إجرائي يحد من تفاقمه ويقلل من مخاطره، وهنا استرجع وأنوّه بما ذكره أستاذنا الكبير محمد العبدي في برنامج إرسال الأسبوع الماضي حول أهمية وجود اتحاد سعودي للإعلام الرياضي، وقوله: لو لم يمنع وتم إقراره قبل سنوات لكان مشروعًا ناجحًا بإمكانه أن يقف في وجه ما يحدث اليوم من تجاوزات إعلامية..
- الإصدار الجديد للأستاذ الأديب تركي الناصر السديري (الإسلام والرياضة) قليل من كثير رقي وتميز وإبداع وحضارية هذا العملاق..
- يبدو أننا في الأسابيع القادمة مقبلون على صراعات وأزمات فنية وإدارية وتنظيمية وإعلامية عديدة بتأثير مباشر من انعدام الهيبة وشبه الفراغ الحاصل في اتحاد الكرة..
- قدم الكابتن الخلوق غازي الخشرم ورقة عمل تشخص علة الكرة السعودية من الآراء العاطفية وحاجتها للبحوث والدراسات والاعتماد على المعلومة ولغة الأرقام في فهم مشكلاتنا والتخطيط لمستقبلنا..
abajlan@hotmail.com