في البداية أنا من عائله أنعم الله عليها بالمال الوفير ولله الحمد، إلا انه قد يصبح المال نقمة على صاحبه، فكل ما أتمناه أحصل عليه بكل سهولة وبدون تعب، كانت طفولتي مليئة بالحنان والدلع حتى وصلت سن المراهقة وتعلمت خلال دراستي في المدرسة على كيفية التعامل مع جهاز الحاسب الآلي وكيفية استخدامه للاستفادة منه في حياتنا اليومية، وخلال اختلاطي في المدرسة مع زملاء الدراسة كان البعض منهم يتحدث عن مواقع على شبكه الإنترنت كنت أخاف مجرد التحدث عنها فكيف بالدخول إليها، حتى أقنعني بعض رفقاء السوء بأنها رهيبة وبها مواقع للجنس ويدخل عليها معظم الشباب من الأماكن التي تثيرهم وتشدهم لترغيبهم في الدخول لعالمهم الفاسد، وبالفعل دخلت من باب الفضول لمعرفة هذا العالم الذي يزينه رواده، فبدأت بالصور والمنتديات حتى تطور بي الحال ودخلت عالم الدردشة في أحد المواقع التي يكثر فيها الشباب من الجنسين وتختلف الهوايات والميول والأفكار والأجناس والانحرافات السلوكية المختلفة، ومع ترددي في الدخول على مواقع الدردشة تعرّفت على مجموعه من الشباب والفتيات وكانوا سبباً في وقوعي في عالم المخدرات والتعرف عليها دون مراقبه من الأهل، حيث زينوها في نظري بأنها تساعد على حقن الدم والجراءة أثناء الدردشة والسهر، وتطور بي الحال وساءت أوضاعي الصحية وصرت انطوائنا أمكث في غرفتي الخاصة، وبعد فتره طويلة وتعمقي في عالم المخدرات التي كانت تصل لي حتى باب المنزل، لاحظ أحد إخواني حالتي التي لا تسر وسألني عما حصل فأخبرته وكان عوناً لي بعد الله وبدون علم والدي ووالدتي ووضع يده بيدي وأدخلني في أحد المستشفيات الخاصة للعلاج والتخلص من السموم، وكان له الفضل بعد الله في شفائي من مرض الإدمان على المخدرات وكذلك الدردشة التي كادت تفقدني حياتي، فنصيحتي هي أهمية متابعة الأسرة أبناءها من مواقع الفساد على شبكة الإنترنت وهو لم يضع إلا لخدمتنا وتسهيل أمور حياتنا فلا نجعله وسيله لهدم حياتنا.