هناك من يظن أن مأساة بند الأجور هي سمة من سمات الوظائف الحكومية، وهذا الظن غير صحيح. فهناك مؤسسات عامة وقطاعات شبه حكومية، بل وقطاعات أهلية، وجدت في هذا البند ضالتها في تطفيش الشباب والشابات. وهل هناك من وسيلة تستطيع فيها الجهة المشغّلة، من كرف الموظف حتى العظم، ونهش عظامه بعد ذلك، أفضل من بند الأجور؟! طبعاً لا يوجد!
سأعود اليوم، وكل يوم، لمناقشة الألم والحرقة التي يشعر بها العاملون والعاملات على هذا البند، والذي لم تنجح أية مؤسسة رسمية في وضع نهاية له، ابتداءً بمجلس الشورى، وانتهاءً بوزارة الخدمة ووزارة العمل. شباب وشابات بلا إجازات، بلا تأمين طبي، بلا بدل سكن، بلا مكافآت سنوية، بلا احتساب للخدمة، وبالإضافة لتلك المميزات «المغرية «، فإن الرواتب محدودة!
تخيل أن هناك من يضعك في بداية طريق مزدحم بالناس والمركبات، ثم يضع على عينيك عصابة سوداء، ويطلب منك أن تمشي في هذا الطريق بقية عمرك! هذا هو بند الأجور!