سلسلة المطاعم الأمريكية الشهيرة (ماكدونالدز) اعتذرت للمستهلكين في الصين (رسمياً) يومي الجمعة والسبت (الماضيين) عبر وسائل الإعلام بطلب من مصلحة الدولة للرقابة على الأغذية، بعدما بث التلفزيون الصيني (يوم الخميس الماضي) تقريراً حول بيعها لمنتجات (منتهية الصلاحية)..؟!
وقالت (السلسلة الشهيرة) إنها ستتعلّم من (الدرس جيداً) طالبة الصفح من (المستهلك الصيني) ومتعهدةً بعدم إبقاء الوجبة المطهوة وعرضها على (الزبائن) أكثر من (30 دقيقة) بعد اليوم..!
يا عيني على احترام (بطون البشر).. هو ده الكلام! زدني أيها (التنين الصيني).. سمعني وأطربني..؟!
الله يخلف علينا.. يغلق أي مطعم لدينا بسبب تسمم أشخاص تناولوا (وجبة) فيه أو اكتشاف أغذية منتهية الصلاحية، ويكابر بعد فتحه برفع الأسعار وتبرير إغلاقه بالترميم أو التحسينات، أما الاعتذار من (الضحايا) فذلك من المستحيلات في عرفنا الاستهلاكي..!
هل تعلمون أن سلسلة المطاعم الأمريكية وعدت عقب تقرير (التلفزيون المركزي الصيني) حول بيع أحد الفروع في بكين (لوجبة دجاج) تم طبخها قبل أكثر من (نصف ساعة) بتعديل عملياتها (داخل الصين) وتعزيز إدارتها، وتنفيذ الالتزام التام بمعايير سلامة الأغذية بدقة مرحبة بمزيد من الرقابة من قبل المستهلكين (أنفسهم) ووسائل الإعلام والأجهزة الحكومية..!
أين نحن من مثل هذه الخطوات داخل المملكة؟! ولماذا مرَّ إغلاق عدة مطاعم شهيرة لدينا وتتبع (لسلاسل عالمية) دون إيضاح وتعهد والتزام من قبلها للجمهور وعموم المستهلكين كما حدث في الصين؟! لماذا تبقى تعهدات المطاعم والمتاجر الكبرى (حبيسة) في درج أو (حقيبة) المراقب الصحي فقط، وتتم (بسرية) بينه وبين المطعم؟! لماذا يتم إغماض (عين الرقيب الأول) وهو (المستهلك) بعدم إشراكه أو إطلاعه على تفاصيل الأمر؟! لماذا لا تلزم المطاعم المخالفة بنشر (اعتذار) رسمي للمستهلكين أولاً؟! ثم تلزم بالمساهمة في أي مشروع لتعزيز الرقابة أو أي عمل اجتماعي أو تنموي في المدينة أو الحي الذي وقعت فيه المخالفة (لمصالحة المستهلكين). ثانياً؟! باختصار أين (عقوبة) من لم يدرك أهمية أرواحنا؟!
هناك فرق (واضح جداً) بين تعامل هذه المطاعم داخل وخارج السعودية! والسبب يعود برأيي لمدى صرامة الغرامة وفعالية أسلوب المقاطعة لدينا، ولضعف تفاعل وسائل الإعلام المختلفة في إبراز الحقائق (بعيداً) عن (مصالح الإعلانات)، لتغليب مصلحة المواطنين والمصلحة العامة في إيجاد مناخ من (الرقابة الفاعلة) لوقف كل أنواع الغش والتدليس..!
نريد رقابة التلفزيون الصيني المستمرة (ليلاً ونهاراً) رغم أنه يبث (إعلانات) للمطعم المذكور، ولا نريد رقابة (نهارية) وقت الدوام الرسمي فقط وفي المساء (الرقابة زيرووو) كما قال مسؤول سوداني يوم أمس تعليقاً على تقرير يثبت أن (95%) من المرضى في مستشفيات الخرطوم بسبب التلوث الغذائي، و(5%) بسبب حوداث السيارات وأمراض أخرى..!
ولا تستغرب عندما تعلم أن (السودان) هو من أوائل من (سن قوانين) السلامة الغذائية في العالم العربي منذ العام (1903م)، ولكن الرقابة اليوم على المطاعم (زيرووو) على رأي صاحبنا..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net