|
الجزيرة- وهيب الوهيبي
يحل 515 طالباً وطالبة من جميع مناطق المملكة ضيوفاً على مدينة الرياض، ليخوضوا غمار التصفيات النهائية من «الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي» الذي تنظمه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) ووزارة التربية والتعليم، خلال الفترة من 26 وحتى 28 ربيع الآخر في فندق الفيصلية ومركز الملك فهد الثقافي. ويأتي «أولمبياد إبداع» تجسيداً لتوجيهات رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بالتأكيد على الدور والرسالة الوطنية للمؤسسة في بناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع بمفهومه الشامل في المملكة، لكي يتمكن الموهوبون، وبفئاتهم المختلفة، من استغلال وتسخير مواهبهم لخدمة الوطن.
ويرعى أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبد العزيز الحفل الختامي للتصفيات النهائية من «الأولمبياد» التي يشارك فيها 400 مشروع من جميع أنحاء المملكة، ويقوم على تحكيمها 164 محكماً ومحكمة، يتأهل الفائزون بعدها لتمثيل المملكة في المشاركات الدولية.
والأولمبياد الوطني للإبداع العلمي مسابقة علميّة تقوم على أساس التـنـافس في مسـاري الــبـحث العلمي والابتكار، من خلال تقديم مشاريع علميّة فردية أو جماعيّة وفقاً للمعايير والضوابط الخاصة بكل مسار، ويتم تحكيمها من قبل نخبة من الأكاديميين والمتخصصين وفق معاير علميّة محددة بهدف تحديـد المـشاريع المتميزة لترشيحها للمراحل التنافسية الأعلى.
ويهدف «الأولمبياد»إلى إعادة صياغة اهتمامات الطلبة لميادين التعلم والمعرفة، وتوفير البيئة التنافسية التي تشبع اهتمام شريحة مهمة من أبناء الوطن الموهوبين والموهوبات، وتنمية روح الإبداع لدى ناشئة وطلبة المملكة في المجالات العلمية والتقنية، واكتشاف المواهب والملكات العلمية لدى الطلبة، وتطوير مواهب الطلبة عن طريق حثهم على التعلم والتطوير الذاتي عبر التنافس الشريف، والتمثيل المشرف للمملكة في المحافل الدولية بمشاركات متميزة.
التعاون والتنسيق والشراكة
ويهتم مسار البحث العلمي بالناتج المنطقي من الدراسات والإحصاءات وفق تسلسل علمي مقنع ومفهوم يتم التوصل إليه بعد إجراء تجارب عدة لإثبات أو نفي الفرضية، ومن الممكن أن يكون هناك مخرج مادي يسهم في إثبات أو نفي الفرضية.
أما مسار الابتكار فيركز على المنتج العلمي سواء كان نظرية علمية أو برهاناً رياضياً أو برنامجاً حاسوبياً أو جهازاً، بشرط أن تتوفر فيه مواصفات العمل الإبداعي.
ويحق لطلاب وطالبات المرحلة المتوسطة والثانوية في الشريحة العمرية ما بين 12 إلى 20 عاما، المشاركة في «الأولمبياد» بمشاريع في مساري البحث العلمي والابتكارات.
ويعد «أولمبياد إبداع» ثمرة من ثمار التعاون والتنسيق والشراكة بين وزارة التربية التعليم و»موهبة»، اللتين تسعيان لتقديم خدمات أكبر لرعاية الموهوبين وتوحيد جهودهما بشكل يدعم ويشجع مناخ الموهبة والإبداع في المملكة ويخلق بيئة محفزة للموهوبين والموهوبات من طلبة وطالبات التعليم العام.
وأقيمت المرحلة الأولى من تصفيات «أولمبياد إبداع» خلال الفترة من 16 /12/ 1432هـ وحتى 4 /1/ 1433هـ على مستوى 5243 مدرسة تحت إشراف مكاتب إدارات التربية والتعليم، وبلغ عدد المسجلين في هذه المرحلة 48.531 طالباً وطالبة من إدارات التربية والتعليم كافة، منهم 21.595 طالباً وطالبة في مسار الابتكار و26.936 طالباً وطالبة في مسار البحث العلمي، وبلغ إجمالي المشاريع المقدمة 5.122 مشروعاً للمشاركات الفردية والجماعية.
وانتقل الفائزون في هذه المرحلة إلى المرحلة الثانية من تصفيات المعارض التي أقيمت في إدارات التربية والتعليم خلال الفترة 12-26 /1/ 1433هـ، وتضمنت 180 معرضاً شارك فيها 10.000 طالب وطالبة قدموا نحو 8.000 مشروع موزعة بالتساوي على مساري الابتكار والبحث العلمي وقام بتحكيمها 2020 متخصصاً.
وتأهل الفائزون للمشاركة في المرحلة الثالثة التي تمثلت في تصفيات المناطق التعليمية خلال الفترة من 16– 24 ربيع الأول 1433هـ ، وبلغ عدد معارضها 52 معرضاً بمشاركة أكثر من 2.000 مشروع، منها 1036 مشروع ابتكار ومثلها لمسار البحث العلمي.
المشاريع المتأهلة تغطي مناطق المملكة
تأهل إلى المرحلة النهائية من الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي 400 مشروع في مساري الابتكار والبحث العلمي، كان نصيب مناطق الرياض والشرقية ومكة المكرمة 43 في المئة منها. وحلت منطقة الرياض أولاً بـ64 مشروعاً، تلتها منطقة مكة المكرمة بـ60 مشروعاً، فالمنطقة الشرقية بـ48 مشروعاً، فالمدينة المنورة بـ36 مشروعاً، فالقصيم وجازان وعسير بـ24 مشروعاً لكل منها، ثم الباحة والجوف والحدود الشمالية وتبوك وحائل ونجران بـ20 مشروعاً لكل منها.
164 محكماً ومحكمة لـ400 مشروع
يتولى تحكيم المشاريع الـ400 التي وصلت إلى المرحلة النهائية من التصفيات، 164 محكماً ومحكمة، يختارون الفائزين الذين سيمثلون المملكة في المحافل والمشاركات الدولية. وهؤلاء المحكمين جرى اختيارهم بناءً على معايير علمية دقيقة، ويتمتعون بخبرات واسعة في مجالات البحث العلمي. كما أعدت «موهبة» 7 أدلة إرشادية يستفيد منها الطالب والمعلم المشرف على مشروع الطالب والمحكمين ومديرو مسارات الأولمبياد.
نسبة المشاركين قفزت إلى 315 % خلال عام
ارتفع عدد المسجلين في «الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي» هذا العام بنسبة 315.6 في المئة مقارنة بالعام الماضي، ففي حين كان عدد المسجلين العام 2011م 11.548 طالباً وطالبة، وصل عددهم خلال العام 2012م إلى 48.531 طالباً وطالبة، منهم 21.595 طالباً وطالبة في مسار الابتكار و26.936 طالباً وطالبة في مسار البحث العلمي، فيما بلغ إجمالي المشاريع المقدمة 5.122 مشروعاً للمشاركات الفردية والجماعية.
975 ورشة عمل للبحث عن الموهوبين
بذلت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) ووزارة التربية والتعليم جهوداً جبارة في رحلة البحث عن الموهوبين، إذ عقدتا 975 ورشة تدريبية استفاد منها 17.229 طالباً ومعلماً ومحكماً.
وكانت البداية بـ»البرنامج التدريبي للمشارك» الذي هدف إلى إطلاع الطلاب والطالبات على كيفية التفكير المنطقي للوصول إلى نتائج علمية صحيحة، واستفاد من 912 برنامجاً تدريبياً نحو 15.000 طالب وطالبة في جميع أنحاء المملكة. وضمن «برنامج التدريب لإعداد المدرب في مسار البحث العلمي»، جرى إعداد 6 برامج تدريبية استفاد منها 151 معلماً ومعلمة في جميع المناطق، في حين أقيمت 6 برامج تدريبية ضمن «برنامج التدريب لإعداد المدرب في مسار الابتكار» استفاد منها 153 معلماً ومعلمة.
كما أقامت «موهبة» 38 برنامجاً تدريبياً للجان التحكيم، استهدفت 1.607 محكّمين ومحكّمات.
وبهدف ضبط جودة الأداء والحرص على اتباع أفضل المعايير العالمية في مجال رعاية الموهوبين، أقامت لجنة المراجعة العلمية برنامجان تدريبيان، استفاد منهما 16 متدرباً، كما نظم البرنامج التدريبي لمديري المسارات 4 برامج تدريبية استفاد منها 180 مديراً ومديرة مسار.
وأسهمت هذه البرامج التدريبية إسهاماً فاعلاً في تميز مشاريع الأبحاث والابتكارات التي وصلت إلى التصفيات النهائية من الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بمشاركة 400 مشروع في مساري «الأولمبياد».
خبراء من 9 جهات لإطلاق «الأولمبياد»
حرصت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» ووزارة التربية والتعليم، على استقطاب أفضل الكفاءات الوطنية للاستفادة من خبراتها في الارتقاء بـ»الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي».
ولهذا الغرض جرى تشكيل اللجنة العليا لـ»الأولمبياد» برئاسة نائب وزير التربية والتعليم، الأمين العام لمؤسسة «موهبة» معالي الدكتور خالد بن عبد الله السبتي، وعضوية كل من المدير العام لمركز المعلومات الوطني في وزارة الداخلية الأمير الدكتور بندر بن عبد الله المشاري آل سعود، ونائب رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة لشؤون الطاقة المتجددة الدكتور خالد بن محمد السليمان، ونائب الأمين العام لمؤسسة «موهبة» الدكتور محمود بن محمد نقادي، وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور إبراهيم بن علي علوي، والمدير العام للشؤون المالية والإدارية في وزارة التربية والتعليم والأستاذ صالح بن عبد العزيز الحميدي، ووكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون تعليم البنين الدكتور عبد الرحمن بن محمد البراك، ووكيلة وزارة التربية والتعليم لشؤون تعليم البنات الدكتورة هيا بنت عبد العزيز العواد، والمستشار في وكالة وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية الدكتور عبد الله بن حسن العبد القادر، والمشرف العام على قطاع الابتكار والتسويق في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور فايز بن عبد الله الحرقان، والمدير التنفيذي للمبادرات السعودية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية الأستاذة الدكتورة نجاح بنت يوسف عشري، والأستاذ ربيعان بن فاهد الشمراني من شركة أرامكو السعودية، والمشرف العام على الخدمات المساندة في «موهبة» المهندس فيصل بن عبد الله الفهيد، والمشرف العام على الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي الأستاذ أحمد بن علي البلوشي.
ولعب أعضاء اللجنة دوراً محورياً في اعتماد الخطة الاستراتيجية لـ»الأولمبياد» وتحديد الفعاليات والبرامج التي تقام خلاله، إضافة إلى تذليل الصعوبات كافة التي واجهت فريق العمل والمشاركين.
17 مجالاً علمياً
يخوض الطلاب والطالبات الموهوبون المتأهلون إلى المرحلة النهائية من «الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي» غمار المنافسات في 17 مجالاً علمياً، تؤهل الفائزين منهم لتمثيل المملكة في المحافل الدولية، ويبلغ عدد المشاريع المشاركة في «الأولمبياد» 400 مشروع مقسّم على مساري «الابتكار» و»البحوث العلمية».
ويركز 110 مشاريع (27 في المئة) على مجال الهندسة الميكانيكية والكهربائية، بواقع 57 مشروعاً للطلاب و53 مشروعاً للطالبات، ومنها جهاز إنذار للتنبيه عند سرقة السيارة، وجهاز لتطوير التعليم لدى «أطفال التوحد»، وبطارية للهاتف الخلوي تعمل بالطاقة الشمسية، وكرسي للأطفال مندمج مع كرسي السيارة، وجهاز لمنع ضياع الأطفال، وشبكة لإنقاذ غرقى المسابح، وكرسي لتسهيل الحركة على المقعدين، وسرير لذوي الاحتياجات الخاصة، ومنبه يمنع السائق من النوم، وطفاية حريق تلقائية، وعصا لمساعدة الأعمى أثناء السير. وحلّت مشاريع العلوم الاجتماعية والسلوكية في المرتبة الثانية بـ64 مشروعاً، بواقع 30 مشروعاً للطلاب و34 مشروعاً للطالبات، منها دليل لإرشاد المكفوف، وجهاز لمساعدة المكفوف في التسوق، وجهاز لحماية العمال وقت السقوط، وجهاز تخفيف التلعثم عند النطق، إضافة إلى بحوث مثل أثر العنف الأسري على الأطفال. كما برز اهتمام الطلبة المشاركين بمجال الطب والعلوم الصحية من خلال 49 مشروعاً، 21 منها للطلاب و28 للطالبات، ومنها حزام أمان يجبر السائق على وضعه حتى يجري تشغيل السيارة، وكمامة لمساعدة مرضى الربو خلال الأجواء المغبرة والرطبة، ومقياس للحرارة، وجهاز لتنبيه مريض السكر أوإيقاظه من النوم عند ارتفاع معدل السكرفي دمه، وجهاز لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة (الصم) على الإحساس بالتغيرات المفاجئة التي تحدث حولهم.
26 مشروعاً للعلوم البيئية
أما مشاريع المشاركين في مجالات العلوم البيئية فبلغت 26 مشروعاً، 17 منها للطلاب و9 للطالبات، ومنها جهاز لتنقية الهواء، وكيس بلاستيكي متعدد الأغراض، وجهاز لقياس نسبة الرطوبة في التربة، وجهاز لتنقية المياه بوسطة الموجات الكهرومغناطسية، ومشروع لمنع تجمع المياه وقت الأمطار عبر مادة تضاف إلى التربة وتمتص المياه.
وركّز 23 مشروعاً مشاركاً على مجال الطاقة والنقل.
ومن ضمن المشاريع الـ22 التي قدمها المشاركون في مجال علوم الحاسب الآلي، جهاز لتبريد الحاسب الآلي، واستخدام تقنية الموجات فوق السمعية لمساعدة فاقدي البصر، وبرنامج لمعالجة الخلل في جهاز الحاسب، وبرنامج لمنع الأطفال من دخول مواقع غير مرغوبة، وبرنامج يترجم الإشارة للصم والبكم.
ويتنافس 22 مشروعاً في مجال الفيزياء والفلك، ومن تلك المشاريع جهاز لمساعدة المكفوفين على استخدام إبرة الانسولين، وجهاز لتنظيف الأواني، وجهاز مزود بحساس لإغلاق النوافذ حين تصل درجة الغبار حداً معيناً، ومنبه في حال نسيان الهاتف النقال في السيارة. ولم تقتصر إبداعات الطلبة المشاركين في «الأولمبياد» على هذه المجالات إذ بحث 22 مشروعاً عن الجديد في مجال الكيمياء، مثل تسخين الطعام عبر تفاعل الماء مع «الجير الحي»، واهتم 15 مشروعاً بمجال الإدارة البيئية، مثل جهاز إنذار تسرب الغاز، وصندوق للطوارئ يدخله الإنسان للاحتماء وقت الحرائق والفيضانات، ونافذة تقي من دخول البعوض.
ويشارك 13 مشروعاً في مجال علوم النبات، ومنها مشروع لتحويل التمر إلى مسحوق يستخدم في الصناعات الغذائية، وآخر عن دور نبات اليقطين في التخفيف من الإشعاعات، كما يتنافس 7 مشاريع في مجال هندسة المواد والهندسة الحيوية مثل جهاز للقضاء على البعوض، ومحفظة نقدية للمكفوفين. واهتمت 6 مشاريع بالعلوم الرياضية مثل جهاز حساب الارتفاعات، و6 مشاريع بالكيمياء الحيوية مثل جهاز ينقذ من الغرق.