|
بقلم: سكوت غودسون
شهدت ثقافتنا العالمية تغيّرًا ملحوظًا خلال الأعوام القليلة الماضية، ويعزى الأمر إلى الضغوط الاقتصادية العالمية، وإلى أنظمة الاتصالات المتعددة، وإلى الاضطرابات العامة أو ربمّا إلى مزيجٍ من العوامل الثلاثة معًا.
أما النتيجة الصّافية لذلك، فهي أننا صرنا نتعامل الآن، بصفتنا قادة أعمال، مع جمهور أكثر إدراكًا لما يحصل في العالم وأكثر توقًا للمشاركة فيه.
وفي إطار هذا العالم الجديد، بات من السهل على العملاء أن يكونوا أكثر نشاطًا سواء لمصلحتكم أو ضدكم.
بالتالي، كيف تكون استجابة شركة تتصرّف بذكاء؟ إن كانت التحركات والانتفاضات تحصل في كل مكان، فلا بد لشركتكم أن تشارك في أحدها أو الأفضل من ذلك، أن تطلق تحرّكًا خاصًا بها. وليس من الضروري أن يكون للتحرّك على مستوى العلامات التجارية طابع سياسي. ففي ظل دأبي على إعداد كتابي الجديد حول التحركات التسويقية، صادفت أمورًا مختلفة، بدءًا بشركة متخصصة في صناعة طعام الحيوانات أطلقت مبادرة خيرية في رعاية الحيوانات، ووصولاً إلى شركة تصنيع أحذية بدأت تحركًا عالميًا يهدف إلى توفير الأحذية للأطفال الفقراء.
وفي كل حالة من هذه الحالات، نجحت هذه الشركة أو تلك في حمل الناس على الالتفاف حول فكرة تعتري أهمية، ما من شأنه أن العملاء ليصبحوا ناشطين.
وفي طور هذه العملية، أثبتت الشركة مدى اهتمامها بمسائل تتعدى الأرباح. وفيما تحاول الشركات حثّ عملائها على الالتزام بقضية معينة، من الممكن لها أن تتعلم أمثولة أو اثنتين من الانتفاضات السياسية التي تجتاح المعمورة.
وفيما يلي خمس أمثولات تستحق الاهتمام:
1- استمعوا إلى مطالب عملائكم. واعرفوا ما يثير شغفهم وما الذي يتحدثون عنه مع بعضهم البعض. فإن أصغيتم بتمعّن، لربّما التقطتم ذبذبات فكرة لا تزال في بداياتها.
2- ادعوا عملاءكم إلى الساحة العامة. ففي غالب الأحيان، تحاول الحكومات خرق التجمعات الحاشدة، ولكن، إذا ما أردتم تسهيل أحد التحركات الثقافية، عليكم القيام بخلاف ذلك وإرساء منصات يمكن للناس من خلالها أن يتعاونوا ويتضافروا في جهودهم.
3- لوّحوا براياتكم عاليًا وبكلّ فخر. وفور اتخاذكم قرارًا بالعمل على تنفيذ فكرةٍ أو مبادرةٍ ما، أدلوا ببيانٍ جريءٍ، واستحدثوا لأنفسكم شعارًا أو رايةً، وناشدوا الأفراد الشغوفين بإيصال تحرّككم إلى الجماهير.
4- لا تصطنعوا الأمور. فالناس يشعرون إن كنتم صادقين حيال أحد الموضوعات أو إذا ما كنتم تستغلونه فحسب. ومن المستحيل أن تتولوا قيادة تحرّك ما لم تؤمنوا به بأنفسكم.
5- اتجهوا نحو العالمية، مقتنعين بأن فكرتكم قادرة على استقطاب موجة من الطاقة البشرية وعلى الانتشار عبر الحدود. وإياكم والتقليل من شأنها.
(سكوت غودسون هو مؤلف الكتاب الجديد الذي يحمل عنوان «الثورة: كيف يمكنكم استحداث علامتكم التجارية وتغيير العالم من خلال التحركات الثقافية»، وهو أيضًا مؤسس ورئيس مجلس إدارة الوكالة الثقافية العالمية «ستروبيري فروغ» (StrawberryFrog).