الله يمهل ولا يهمل.. بديهية وحقيقة يعلمها ويؤمن بها البشر، إلا أنه وللأسف الشديد يتناساها البعض منهم وبخاصة ممن يتسلقون المناصب ليصبح مصير العديد من الشعوب مرتبطاً بأفعالهم.

عبد الله السنوسي، جزار القذافي، الشيطان الذي تلبس دور إبليس على الأرض، المخطط للكثير من العمليات الإرهابية، منها التخطيط لتفجير طائرة كانت تقوم برحلة بوتا 772 والذي أسفر عن مقتل 170، وقيامه وإشرافه على مقتل أكثر من ألف ومئتي ليبي في سجن أبو سليم في طرابلس ودوره في التخطيط لتفجير طائرة لوكربي فوق اسكتلندا والتي راح ضحيتها 270 مسافراً.

عبد الله السنوسي كان (مخرج) لكل الجرائم الإرهابية التي يوجه سيده القذافي بتنفيذها، كان السنوسي يفاخر بجرائمه ويعد بـ(فخر) كيف كان يضع الخطط ويرتب للأعمال الإرهابية بما فيها اغتيال القادة العرب.

السنوسي الذي كان عنواناً للإجرام والإرهاب الذي لا حد له، كان يحمل عداءً لا حدود له للإنسانية؛ إذ يشارك سيده القذافي نظرة الاحتقار لليبيين والبشر جميعاً، إذ كان يصف المعارضين الليبيين بـ(الكلاب الضالة) وقاد حملة لمطاردتهم في أوروبا وفي الدول العربية، وإبان انطلاق الثورة الليبية التي نجحت في إزاحته وتصفية سيده، ظهر على تلفزيون الجماهيرية الخضراء وهو يعلن بأنه متوجه إلى بنغازي للقضاء على الجرذان..!!

الآن انتهى عبد الله السنوسي إلى جرذ معتقل في موريتانيا مثلما حصل لسيده القذافي الذي انتهى في أنبوب للصرف الصحي، المكان المفضل للجرذان، ومثل ابن سيده سيف الإسلام الذي يقبع في السجن منتظراً المحاكمة للقصاص من جرائمه العديدة.

حتى الآن تطالب ليبيا الثورة وفرنسا وأمريكا والمحكمة الجنائية الدولية بتسليم السنوسي لمحاكمته، فالجرائم المسجلة باسمه كثيرة وسوف تطالب دول كثيرة بتسليمه للتحقيق معه ومحاكمته، وإن كنت أتمنى أن يسلم إلى المحكمة الجنائية الدولية حتى تتم محاكمته علنياً وبقضاة محايدين ودوليين لا يربطون تحقيقاتهم بمصالح الدول ويخضعون لصفقات سياسية أو يحاولون تغييب الجرائم التي ارتكبها هذا المجرم بالتنسيق مع بعض الدول التي تطالب الآن بتسليمه لإسكاته حتى لا يفضح ما كان مستوراً.