لم أجد ما أبدأ به (بصريح العبارة) هذا الأسبوع أبلغ من قول مؤيّد الدين، الأصبهاني الملقب بالطغرائي لبعض أبيات قصيدته الشهيرة التي تناقلتها الألسن, المعروفة بلامية العجم إذ يقول:
وحُسن ظنك بالأيام معجزَةٌ
فَظنَّ شراً وكن منها على وجَلِ
غاض الوفاءُ وفاض الغدر وانفرجت
مسافة الخُلفِ بين القوْل والعملِ
وشان صدقكَ عند الناس كذبهم
وهلْ يُطابق مِعْوجٌ بمعتدلِ
فيم اقتحامك لجَّ البحر تركبهُ
وأنت تكفيك منهُ مصة الوشلِ
مُلكُ القناعةِ لا يُخشى عليه ولا
يُحتاجُ فيه إلى الأنصار والخَولِ
جالت بخاطري تلكم الأبيات الرائعة للطغرائي وأنا أرتقب التفاني والحس الوطني الكبير وجسارة المسؤول عن المؤسسة الرياضية الأول في المملكة العربية السعودية الأمير نواف بن فيصل بن فهد وهو يتصدى بكل جسارة لبحر لجي متلاطم الأمواج (اختلط فيه صالح القليل بطالح الكثير) من المتعاطين للشأن الرياضي ..!
- فلا تكاد تغادر عند مشاهدتك التلفاز قسراً (جهاز الريموت كنترول) متنقلاً بين أمسية (تكنى) بالرياضية أو ديوانية (فضائية - هرطقائية) لا تقل هرطقة عن خط بلدة يوصلك لحال أردى مما بدأت بمشاهدته ثم (تأكشن) ما كنت تتحسس من فراغ قوله, لتختم بجلسة هي أقرب لـ (التكية) منها للمجلس!
- هذا الحال, وهذا المآل في زمن (الإثارة الرخيصة).. ويقالب يا قلب لا تحزن .. متبوعاً بـ .. إذا كنت لا تخشى (عاقبة الليالي) فاصنع ما تشاء .. أتساءل .. تساؤل تقرير لا استفهام.. هل وصل بنا الحال إلى (الغلو في القول) والتسويق (الرخيص) في ثوب (الفتوى والخبرة والفهم) في أن نجعل من الفضاء موطئ استباحة ما لا يُباح عند العُقلاء من باب (العلم بالشيء) قبل (الهذرة) ..!
- المريب و ليس الغريب أن لا يحدث لك ذلك كله, إلا في مناقشة الشأن الرياضي السعودي تحديداً, إذ لا تكاد تبرح ساحة فضاء تتوسم فيها (الخير) حتى تُصدم بواقع فضائي لا يقل بؤساً وبلادة الصحافة الصفراء (التبولايد) التي باتت تنافسها البرامج (المبرمجة محلياً وخارجياً) .. ولا تسألن عن وجه الشبه, ففي ذلك من الغبن ما لا يُطاق..!
- برامج تنافس في الظاهر وهي تتناحر في حقيقة الأمر, والضحية (رياضة وطن) .. فكل يقول (الزود عندي) .. تدّعي الأولى قبل الأخيرة بأنها تضم جل (المفتين رياضياً) من المحيط إلى الخليج.. يساندهم (جيش عرمرم) من (نُقاد الفزعة) ترفد (عبقرتهم) كوكبة لا بأس بها (من الخبراء) بجانب الرياضة في علوم القانون والاستثمار والطب إذا لزم الأمر, وكأنما أؤلئك سيقوا لرياضتنا (قدراً - لا غدراً) .. مفتين .. ونقاد .. وخبراء .. بالوصاية.!
- والحقيقة التي لا جدال فيها أن هناك (قلة صالحة) كما أشرت لها في مقدمة الحديث, لكن صوتها الرزين المعتدل لا يكاد يُسمع من كثرة (تعالي أصوات النشاز) .. فهم المشرعون في الاستنباط والاحكام على (المسودات) والأنظمة والقوانين, وهم المحكمون فيما استعصى (على البسطاء) فهمه, وهم بالطبع من يعلمون (خفايا الأمور الرياضية) وبواطنها..!
- لكن ما أثلج الصدر واستدعى تذكّر مغزى أبيات (الطغرائي) .. أن المسؤول الأول عن الرياضة والشباب هو رجل بقامة وهامة نواف بن فيصل بن فهد, الشاب الطموح المتقد (حماساً) وحكمة.. يعلم متى وأين وكيف يقول ما يريد.. ليظهر في المداخلة التي ذكر من خلالها تحديداً أنها (الأخيرة) في شأن الكرة حتى تنجلي الغمة, قال فلخص وأوجز لمن أراد أن يفهم ويستوضح عبر منبر إعلامي لا يزال سموه يتوسم فيه الخير.. سأورد فيما تبقى لي من مساحة جلَّ النقاط التي ذكرها سموه ليس من باب التذكير و الإيضاح.. بقدر ما هي (الإعادة) التي فيها (الاستفادة) للمتلقي الذي أجزم بأن الطرح الواضح الصريح يغنيه عن (دوشة الفضاء الفاضي)..!
- يقول سموه نيابة عن طلب زملائه المستقيلين في اتحاد القدم.. إن استقالته من اتحاد القدم نظامية وقانونية وصحيحة 100%، رداً على ما يدور في الإعلام من حديث في هذا الإطار. واستغرب أن يطول النقاش في هذا الصدد .. مبيِّناً أن استقالته وأعضاء الاتحاد (قانونية)، وتم تكوين لجنة مؤقتة من داخل الاتحاد بنسبة 90% بأعضاء سابقين وتعيين أحمد عيد رئيساً كما أُعلن.
- وأردف قائلاً الرئاسة العامة لرعاية الشباب هي من بادر بالانتخابات في الاتحادات السعودية، ونحن نهيئ المجتمع لهذه الانتخابات وبدأنا في الفترة السابقة بانتخاب نصف الأعضاء، بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الدولية، ونجحنا في هذا العمل. أما الآن فقد أعطانا بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الضوء الأخضر للعمل بنفس النسبة 50% أو 75% أو 100%، كل هذه احتمالات متروكة للجمعية العمومية، بوضع نظام يستوعب هذه الاحتمالات في حال عدم ترشح أحد.
- وأضاف بشأن عمل هذه اللجنة وبقاء المكتب التنفيذي، «الإدارة المؤقتة الآن تنفيذية وهي المكتب التنفيذي للاتحاد, واللجنة التنفيذية أو المكتب التنفيذي في حكم المستقيلة باستقالة الاتحاد, والقرار كان واضحاً بأن تستمر اللجان العاملة والأمانة العامة».
- وأشار إلى أن القرار ينص على استمرار اللجنة لحين انعقاد الجمعية العمومية التي تحدد مجلس إدارة الاتحاد الجديد.
وحول ما يُثار عن النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم، شدد على أنه ليس (مسودة)، بل اعتمد من الفيفا، وزاد «قبل نحو السنتين اعتمدنا النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم بحضور بلاتر, حيث اعتمد الاتحاد الدولي اللوائح التي وضعها الاتحاد السعودي والتي كانت مطابقة للاتحاد الدولي, والنظام الأساسي معتمد من الفيفا بشرط اعتماده من الجمعية العمومية، وليس مسودة، بل نظام معمول به وبنصوصه المطابقة لنظام الفيفا، مع التأكيد على أنه لا بد أن يعتمد من الجمعية العمومية التي من صلاحياتها التغيير».