إن البشاشة نفتقدها اليوم في الكثيرين من موظفين وأطباء ورجال أعمال ومدرسين وغيرهم ممن ينبغي أن يكونوا أول من يتحلى بها لإشاعة روح الحب والإخاء والمودة والتقارب والتعاون والوئام، فمتى كان أفراد المجتمع على مختلف فئاتهم على جانب من حسن الخلق والبشاشة والتراحم والتعاون صار الجميع سعيداً هانئاً ينعم بالحبور والمودة والصفاء في ظل ظليل من الحب والوفاء وسمو الأخلاق وصفاء النفس وطمأنينتها. ولكم دعت تعاليم الإسلام إلى ذلك، فالقرآن الكريم والأحاديث النبوية تفيض بالحث على مكارم الأخلاق والدعوة إلى ذلك وتدعو إلى الفضائل والمثل السامية والآداب الكريمة وتنهى عن المساوئ وتجنب الرذائل وسيئ العادات والصفات، ولقد قيل:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوّم النفس بالأخلاق تستقم
إن بشاشة صاحب البيت في وجه الضيف خير من قراه.. ومن هنا تبدو أهمية اللطف والبشاشة والخلق الكريم، وما أجمل أن نحرص على التحلي بذلك قولاً وفعلاً سلوكاً ومنهجاً، فالرجل الذي يلتزم بذلك تجده يفيض بالخير ويشع بالمحبة ويمتلئ بالمودة والرضا وحب الناس ومساعدتهم والإحسان إلى من يحتاج إلى ذلك منهم.
إن البشاشة خلق كريم وأسلوب في التعامل جميل يزيد الألفة ويقوي أواصر المحبة ووشائج المودة ويزيل كل تنافر ويقضي على كل جفوة وتباعد بين الإخوان والأقارب والأصدقاء والزملاء..
إن أناساً كثيرين في حاجة إلى الابتسامة والبشاشة والتسامح والخلق الكريم وحسن الإخاء والمودة.. فأنت حينما تكون بشوشاً حتى الأشخاص الذين لا تعرفهم سوف تدرك أنهم منجذبون إليك وسوف تميل نحوك قلوبهم ومشاعرهم وسيبادلونك المحبة والمودة والود والصفاء.
فلنعوّد أنفسنا ونربي أبناءنا على الخلق الرضي والبشاشة والصفاء والكلمة الطيبة والمحبة والأدب الكريم، ولله در القائل:
بشاشة وجه المرء خير من القِرى
فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك
وقيل:
أبنيّ إن البر شيء هين
وجه طليق ولسان لين