البنوك وما أدراك ما البنوك في المملكة العربية السعودية فهي الملاذ الوحيد للمواطن لكي يحفظ فيها أمواله، وهي الملاذ الوحيد للإقراض للمواطن لسد احتياجاته الاجتماعية من خلال شراء سيارة أو زواج أو منزل أو غيره للكثيرين. أضحكني شخص غرّد عبر التويتر بقوله: بجانبي شخص ليس لديه أي قرض شخصي أو عقاري في أي بنك سعودي من يرغب بالتصوير معه كناية عن أننا شعب أصبحنا نعيش على القروض البنيكة، بل أصبحت البنوك تتسابق لاستقطاب أكبر قدر ممكن من العملاء ليتم تحويل راتب العميل إلى ذلك البنك.
فقد يصلك في اليوم العشرات من مندوبي البنوك عبر جوالك مغردين بمميزات وفرص قد لا تكون تم عرضها من قبل من بنوك أخرى.. الهدف من تلك التغريدات هو أن يقوم المواطن بتحويل راتبه إلى ذلك البنك، بل الأمر وصل إلى حوافز لأولئك المندوبين من الرجال والنساء عند استقطاب أكبر قدر ممكن من العملاء الهدف منه بالدرجة الأولى هو تحويل راتب المواطن إلى ذلك البنك.
إن تلك القروض التي يُقال عنها إن لها أول وليس لها آخر. بالمقابل البنك الآخر الذي يصل راتب المواطن إليه إذا ما طلب منه المواطن إخلاء طرف لينتقل إلى بنك آخر يطول الطريق على المواطن ليحصل على إخلاء طرف ويسلك طرقاً عدة لا نهاية لها للأسف، ويتعرض لتطنيش وتلاعب واستخفاف به لا يمكن تصوره. هذا يحكيه واقع المواطن الذي وضع لافتة على سيارته مفادها يا مسؤولي البنك أعطوني إخلاء طرف لكي لا يضيع عربون بيت العمر الذي دفعته. نعم وضعها لافتة كبيرة على سيارته مطالباً ذلك البنك أن يعطيه إخلاء طرف لينتقل إلى بنك آخر قد يكون أقل فائدة في القرض العقاري للمواطن ليتم تملُّك منزل العمر.
أي استخفاف تقوم به البنوك بالمواطن وأي حرية معدومة في اختيار المواطن البنك الذي يريده.. أليس في الموضوع نوع من التجاوز في حق المواطن وهو الواقع للأسف. ألا يكفي أن البنوك تأخذ نسبة هي الأعلى بين دول الخليج في الفائدة.
والسؤال الأهم: لماذا؟ هل لمؤسسة النقد علاقة في الموضوع؟ أين دور مؤسسة النقد فيما يتعلق بتلاعب البنوك في اختيار البنك الذي يريده المواطن وهو حر في ماله يختار البنك الذي يريده وليس من حق أحد أن يقف في طريقه.
أصبح موضوع الانتقال من بنك إلى آخر حلماً كما هي أحلام المواطن في خدمات كثيرة يرجوها ممن أُنيط بهم مسؤولية خدمة المواطن، وممن أسدي إليهم هذا العمل من قِبل حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه وأمده بالصحة والعافية -.. رسالة يجب أن يعيها كل مسؤول عن خدمة المواطن أن الملك عبدالله وولي عهده الأمين لا يألوان جهداً في خدمة المواطن وأن المواطن يقف في المقام الأول في جدول مسؤوليات ولاة أمرنا ولم يعد للاعتقاد السائد أن التكليف في المناصب تشريف، بل هو تكليف يجب على كل مسؤول أن يكون على قدر المسؤولية وإلا فالعقاب الرادع مصيره من ولي أمرنا - حفظه الله عز وجل -.
*إعلامي محاضر لغة إنجليزية الكلية التقنية بالرياض
Vip931@hotmail.com twitter: @BandrAalsenaidi