سخرت صغار الفئران من ذلك الفأر العجوز حينما نبههم لما غاب عنهم أثناء فورة الحماس التي انتابتهم بعد أن سمعوا ذلك الاقتراح ... كان القط العجوز يهجم على ديارهم خلسة فيقتل منهم العديد بلا رحمة ... وحين اجتمع شملهم لتدارس الموقف .... جاء الاقتراح الذي تحمس له الجميع .... لابد وأن يعلقوا جرساً في رقبة القط العجوز حتى ينبههم حين يقترب منهم ذلك السفاح .... وحين جاءت كلمات الفأر العجوز مدوية ... ومن الذي سيعلق الجرس في رقبة الفأر ؟.... لم يلتفت إليه أحد ... بل وسخروا منه وتنوعت اتهاماتهم له بين كونه مُخرفاً إلى اتهامات له بالجُبن والاستسلام .... أقدم العشرات من الفئران على خوض التجربة محاولين الوصول إلى رقبة القط العجوز ... لكن المحاولات جميعاً باءت بالفشل .... التهم القط كل من اقترب منه .... سالت الدماء أنهاراً في مدينة الفئران ... حتى أن القط العجوز ... بطش بمن بقى في المدينة من شيوخ الفئران .... وخلد بعدها للراحة ... همست إحدى بنات عرس إلى شقيقتها وهي تضحك قائلة ... الآن يمكننا أن نقتل القط العجوز ... وتعود مدينة الفئران خالصة لنا ... لا يشاركنا فيها أحد.