|
كتب - عبدالعزيز المتعب
التلفزيون السعودي واجهة إعلامية رسمية مشرّفة للوطن الغالي (المملكة العربية السعودية) على كل الصعد المتنوعة، ولأن للشعر الشعبي -الجزل المؤثر- شعبيته بالغة الأهمية في جدواها المرتبطة بالزمان والمكان، التي تأخذ طابعها الرسمي الوطني منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه وجزاه عن أبناء الوطن من كل جيل خير الجزاء- حيث تمثل ذلك بقصائد الحربيات (العرضة السعودية) التي واكبت ووثّقت مراحل توحيده لأرجاء وأبناء الوطن تحت الراية الخضراء الخفاقة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وأولى أبناؤه الملوك من بعده -رحمهم الله- (سعود وفيصل وخالد وفهد) العناية الفائقة والاهتمام الكبير بهذا اللون من الشعر حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أطال الله عمره وأدام عزه- وبالتالي فإن مما يشرّف رصده وإبرازه وتبيان جدواه -الهادفة- في القنوات الإعلامية الرسمية الشعر (رفيع المضامين في مواكبة المرحلة) كما يجب، وكذلك الجزل (من منظور نقدي).
وهذا لا يتأتى إلا بالتفعيل الجاد لتميز الكوادر المميزة القائمة على البرامج الخاصة بالشعر الشعبي من حيث الضيوف، والإعداد، والتقديم.
وبرنامج (مساء الشعر) الذي يقدمه الإعلامي والشاعر الجزل الزميل الأستاذ سعود السبيعي قد أعاد للشعر الشعبي الرائع وهجه الأخاذ الذي افتقدناه لسنوات طويلة -لأسباب لا نرى في اجترارها بأثر رجعي ما يجدي- فالإعلامي سعود السبيعي شاعر جزل ومثقف ومتمكن، لهذا فإن تقديمه لضيف من الشعراء (لا يمكن أن يأتي من فراغ) لأنه يستشعر جوانب هامة، منها أن هذه (القناة الرسمية الهامة) لها نخبة متابعيها في أهميتهم، وكذلك رفاع الذوق الذين يتأملون من تلفزيون وطنهم كل أمر مشرِّف من خلال المتميزين أمثال الزميل مقدم البرنامج، وكذلك فإن الحس النقدي الرفيع للإعلامي الأستاذ سعود السبيعي كشاعر متميز حتى في المحافل الدولية كقصيدته في (أوباما) لا يمكن أن يجعله (يجامل على حساب قناعاته) التي تنأى به عن التلميع التافه للآخرين أو ما سوى ذلك من أمور لا تليق، ثم أخيراً يدرك أن تقديمه لهذا البرنامج جزء من تاريخه الشخصي الذي يهمه بالدرجة الأولى قبل الآخرين، وعلى سبيل المثال لا الحصر كانت الحلقة التي استضاف فيها الشاعر والإعلامي المميز الأستاذ رشيد الدهام رائعة لأسباب منها:
أولاً: أن الشاعر صاحب تجربة متبلورة تماماً، وله بصمته المميزة في الشعر، وكذلك حضوره التراكمي الراقي في كل محطات الضوء طيلة مسيرته، إضافة إلى تجاربه الإعلامية الناجحة، في أكثر من منبر، ولا شك أن كل هذه الأسباب أعطت -لحلقة استضافته- تنوّعاً مهماً تمثل ذلك (بالجانب الوطني)، حيث كانت قصيدته عن (اللحمة الوطنية) توظيفاً للدور الإعلامي الهادف للشاعر الشعبي المميز الذي يحترم الآخرين، تنوّع حضوره لسنوات طويلة في الساحة الشعبية.
ثانياً: (ثقافة الشاعر الغزيرة ومخزونه اللغوي) الذي أوجد -نديّة- رائعة بين -الضيف والمستضيف- مما أعطى انطباعاً عن (مستوى الإعلام الخاص بالشعر الشعبي في القنوات الرسمية) بأنه ركن هام في الحراك الأدبي والثقافي، وهي خطوة تحسب لمعالي وزير الإعلام معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة -حفظه الله- الذي أولى بعنايته الخاصة الجانب المهم من الشعر الشعبي ما يستحقه.