ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 15/03/2012/2012 Issue 14413

 14413 الخميس 22 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

المس بين جهل الرقاة ورغبة المرضى (3-3)
إبراهيم الموسى

رجوع

 

توقفنا في الجزء السابق عند ما يجب عمله مع الممسوس وحالات اللبس بين المس والأمراض النفسية والعضوية ونواصل في هذا الجزء استكمال الحديث عن حالات تدعي الإصابة بالمس لأسباب متعددة فهناك من الناس رجال ونساء يدعون المرض إما لتبرير شيء ما أو للحصول على امتياز واهتمام ممن حولهم أو للهروب من واقع معين وأقرب مرض ممكن الاتكاء عليه هو المس لعدة أسباب أهمها أنه ليس بمرض عضوي يسهل تشخيصه وكشف مدعيه وثانيا أن مسألة مراعاة الممسوس والتماس العذر له في تصرفاته قد تتحقق وهي الهدف من ادعاء المرض أصلا.

فمثلا شاب لم ينجح في تعليمه ويرفض المواصلة وأهله يضغطون عليه قد يدعي الإصابة بالمس وأن المس المتلبس به يمنعه من الدراسة وإذا ذهب إلى المدرسة أو للجامعة قد يؤذيه ومن السهل على هذا الشاب أن يأتي بحركات وتشنجات ويضرب من حوله فبعضهم يكون قد حضر عند الرقاة عدة جلسات ورأى حركات المصابين بالمس أو شاهد حتى مشهدا تمثيليا في أحد البرامج أو المسلسلات التلفزيونية فإذا أخذوه إلى أحد الرقاة تجده يصرخ عند سماع القراءة ولا يستطيع أحد الإمساك به وهنا إذا لم يكن الراقي متمكنا أو كان من أولئك الذين يحبذون إثبات المس لا يجد أي صعوبة في اعتبار هذا الشاب ممسوسا ويكون جزء من العلاج هو توقفه عن الدراسة استجابة لرغبة المس المزعوم فإذا حاول الأهل مرة أخرى مناقشة موضوع التعليم يعود للحالة السابقة وقد لا يكون السبب الدراسة قد يكون رافضا الزواج من فتاة بعينها اختاروها له أو لا يريد الوظيفة وهكذا.

هذه حالة وحالة أخرى تكون هناك امرأة تريد خادمة وقد لا يقبل زوجها بذلك فتعمد إلى ادعاء المس وعلى نفس المنوال تأتي بالحركات ويكون العلاج هو الاستجابة للمطلب أو أن هذه المرأة تعاني من إهمال زوجها وعدم اهتمامه كأن تكون غير جميلة ولم تسمع منه كلمة يصفها بالجمال فتدعي المس وتتحدث على أن المس هو الذي يتكلم فيقول أصلا هي جميلة وأنا أحببتها وفي هذا لفت نظر لزوجها وقد يكون العلاج اشتراط مزيد من اهتمام الزوج وعدم تركها لوحدها وتوصل الرسالة التي تريد لزوجها من خلال هذه الوسيلة.

وهناك حالات قد يشارك الأهل فيها مثل أن فتاة لم تتزوج فيقول الأهل أصلا هي مسحورة أو أن هناك مسا يمنعها من الزواج وخاصة في الحالات التي يحصل فيها خطوبة وتفسخ الخطوبة أو أن شاب فشل في الدراسة أو الزواج يلجأ الأهل إلى الهروب لادعاء وجود المس كنوع من تضليل المجتمع وهذه الحالات كما قلت ينبغي أن تكشف من قبل الراقي المتمكن وصاحب الخبرة وفي كشفها حماية للمجتمع من الوقوع في براثن الأوهام وفتح أبواب لتسلط الشياطين على الإنسان لأن الأمر قد يبدأ وهما وينتهي حقيقية.

وبعد إيراد هذه الأمثلة ماذا يمكن القول حول مواجهة هذا الجانب المظلم في حياتنا فالمفترض أن تكون هناك توعية حتى في المدارس بتبيان حقيقة الجن والشياطين كما جاء في الكتاب والسنة وعلاقتهم بالأنس وكيف يمكن لنا تجنب أذيتهم وأنهم أضعف من أن ينالوا من الإنسان خاصة الإنسان المستقيم والمؤدي لواجباته الدينية لأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في أكثر من آية بينة أن الشياطين لا تتسلط إلا على من يغفل عن ذكر الله {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} (36) سورة الزخرف وتتحمل أجهزة الإعلام جزءا كبيرا من هذه التوعية إلى جانب الأئمة والوعاظ وجانب آخر متعلق بالرقاة أو بعض قليل منهم يحتاجون إلى توعية أيضا وتأهيل.

والمؤسف أن هناك مدعي علم في كثير من المجالات وما يشاهد على شاشة التلفاز من إقبال الناس على هذه الجوانب لأسباب منها القلق وخوف الناس من المستقبل فنسأل الله السلامة والتوفيق لكل عمل إيجابي وهادف والله من وراء القصد.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة