تعرض قنواتنــا العربية مسلسلات تتنــاول الهموم الاجتماعية، بمختلف أشكالها!! وأستغرب كيف أن إدارات القنوات، توافق على بث المشاهد التي يدخن فيه الممثلون، دون أن يكون هناك رابط درامي بين تلك المشاهد وبين التدخين.
كنا جميعاً ضحية الفهم النمطي، بأن التدخين مرتبط بالقلق والأزمات، وأننا حين نريد أن نعرض شخصية قلقة، في قصة أو رواية أو لوحة، نجعله يدخن سيجارة. لكن، ومع تطور وسائل تشخيص الأمراض، تبين أن سرطان القلب والرئتين والشرايين، مرتبط ارتباطاً مباشراً بتعاطي التبغ، مما جعل منظمة الصحة العالمية، تعلن حالة الحرب القصوى على هذه العادة التي تودي بحياة 6 ملايين مدخن ومدخنة سنوياً، و600 ألف ممن يجالسون المدخنين، وبالأخص الأطفال، وكانت جهود المنظمة وما زالت تتوجه لمنع التدخين في الأماكن العامة، ولحظر الإعلان عنه في وسائل الإعلام.
ولأن التلفزيون صار هو محور اهتمام الشباب الأهم، سواء عبر الشاشة المنزلية، أو الشاشة الشخصية في الأجهزة المرئية المتنقلة، فإن من الطبيعي أن ينتبه المنتجون إلى القيم التي يتم طرحها في الأعمال التي تتخذ من التلفزيون منبراً لها. وليس من الأخلاقي أن تتم المتاجرة بهؤلاء الشباب وبوعيهم وبصحتهم.