مذ كانت المدرسة هي المحضن الموازي للبيت، أسندت لها مسؤولية التربية جوار التعليم..
وكما يتطلب من البيت متابعة التعلم، والتمكن من الخبرات المتلقاة في المدرسة من قبل الأهل، كما يتطلب من المدرسة مواكبة تنشئة الفرد البادئة في البيت لجعلها مستديمة متواصلة في المدرسة..
ما بالنا نسمع العديد من المعلمين والمعلمات، يرددون مقولة إن المدرسة للتعليم، وليست للتربية حين مواجهة مشكلات سلوكية تبدر عن الدارسين..؟, وما بالنا نجد منهم من يتخلص من أخطاء الطلاب السلوكية برميها نحو الأهل، وتبرئة المدرسة منها..
إن التعليم صنو التربية، وإن السلوك عصبة الأخلاق, والأخلاق نقطة الدائرة لكل ما يتكون داخلها هذه الدائرة، ممتدا من نقطة وسطها لمحيطها كله..
بذلك تكون المسالك كلها مترابطة، مشكلة خبرات ما يتلقاه الفرد من نعومة نشأته، حتى استقامة عظامه، من تشكيل وجدانه، حتى تركيب عقله، من مكونات فكره لحركات فعله، من صدى صوته لمضمون منطقه، كله تكوين منتجٌ في البيت والمدرسة, حين تحصى ساعات اليوم التي يقضيها الفرد في مرحلة تنشئته وتعليمه، بين جدرانها وفي بيئتها، وتلك الممتدة لها من ساعاته داخل بيته، وهي لا تعادل ما يقضيه من ساعات مماثلة مع أهله.. بل تزيد..
المدرسة المساعد الرئيس للبيت، والبيئة المكونة للكثير من الآثار، والفاعلة في جل ما يسلك الفرد في حياته، هي بوتقة خبراته, وفي هذا الزمن غدت المصنع الذي لابد أن يُعد بشكل هادف، ويعمل بطرق جادة، ومتواصلة من أجل أن يكون الفرد قادرا على مواجهة الحياة من بعد، بخبرات لا تنأى به عن عصبة الأخلاق الممثلة لأسلوب التعلم، ومضامينه.., ولا تعكس غير تضافر في المسؤولية, من بدء المحضن إلى مشارف المواجهة مع المجتمع الأوسع..
تلك مهمة المعلمين، والتربويين داخل مؤسسات التعليم..