ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 15/03/2012/2012 Issue 14413

 14413 الخميس 22 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كلنا يطمح بأن يتقدّم مجتمعنا نحو الأفضل، فهل هذا ما يحصل؟ إن نظرة فاحصة لمسيرتنا على كل المستويات تشي بأن هناك ظواهر لم تكن معهودة من قبل، وقد بدأت بالظهور، وأخذت تتطور وتتشكّل حتى أصبحت جزءاً من حراكنا الاجتماعي، وهي ظواهر لا تساهم بالتأكيد في رص الصف الاجتماعي، والمحافظة على الوحدة الوطنية، والتي هي الأساس المتين للأمن والاستقرار.

أنا أتحدث هنا عن «العنصرية» بكل أشكالها، والتي ارتبطت في أول أمرها ببعض الرياضات، ثم تطورت مع الزمن، فاتخذت أشكالاً شتّى، حتى كادت أن تصبح هي الأصل، وما عداها هو الاستثناء. في الدول المتقدّمة، هناك انصهار شبه كامل في إطار الوطن، ونادراً ما يفخر أحد بأنه من القبيلة أو الأسرة أو المنطقة الفلانية، ولو فعل، لأصبح مثار استهجان وتحقير، إذ يدل هذا على قلة الوعي، بل التخلّف الفكري إن صح التعبير. هنا، لا يجد أحدهم غضاضة بأن يصرّح بأنه ينتمي إلى هذه المنطقة، ويحب أهلها، وأنه يكره أهل تلك المنطقة الأخرى، ولا يطيق أهلها، نعم، هكذا يقولها بلا خجل ولا حياء، بل يجد من يشجعه على ذلك، ويتناغم مع طرحه العنصري البغيض.

لقد عشت ردحاً غير يسير من الزمن بين ظهراني الأمريكيين، ولم يسبق أن سمعت أحدهم يفخر بمدينته وأهلها، ناهيك أن يزعم أن بني قومه أفضل من غيرهم، والحقيقة أنني لا أتخيل أن أسمع أحدهم يقول مثلاً: «أنا من نيويورك، ونحن أفضل من أهل لوس انجلوس»، وأعتقد أنه لو قالها أحد، فقد يكون هذا إيذاناً بغياب شمس الإمبراطورية الأمريكية العظمى! ومع أن كل إنسان حر في طريقة تفكيره، إلا أنه لا يحق لأحد أن يفرض رؤيته العنصرية عندما يتعلَّق الأمر بمصالح الناس، ومصلحة الوطن العليا، التي تحتم على من يحمل الأمانة أن تكون رؤيته للأمور مبنية على أسس وقواعد راسخة ومتينة، أهمها الكفاءة، بعيداً عن العنصرية وما قرب إليها من سلوك.

إنه من المؤلم أن يحدث كل هذا متزامناً مع الثورة التنموية التي يعيشها الوطن، إذ إن مثل هذه السلوكيات التي لم تعد مقبولة تقوّض كل إنجاز تنموي، بل تقضي عليه، وإذا كنا قد نتفهم أن يكون الجاهل عنصرياً، فإننا لا يمكن أن نقبل بحال أن يكون المثقف كذلك، لأن الثقافة والعنصرية ضدان لا يمكن أن يجتمعا في جمجمة واحدة!

وختاماً، نرجوكم عودوا إلى رشدكم، فإن لم يكن لأجل أنفسكم، فلأجل الوطن.

فاصلة: «أنا الأفضل.. وقد قلت ذلك حتى قبل أن أتأكد أنني كذلك!».. الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
دعوها «إنها منتنة» يرحمكم الله!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة