كل الذي عرفناه عن الاضطراب أو الخروج عن المألوف الذي حدث في جامعة الملك خالد في منطقة عسير كان بدافع مشروع، كما أشار إلى ذلك أكبر مسؤول في المنطقة ألا وهو أمير إمارة عسير - أي أن للطالبات مطالبات محقّة أردن إيصالها إلى المسؤولين بطريقة لربما حادت عن الصواب ولكنها على أية حال مطالب مشروعة وتستوجب تحقيقها وهي بالقطع تسهم في تقدّم الجامعة ولا سيما أنها تتعلّق مثلاً بـ(ردم الفجوة العلائقية) بين الطالبات والإدارة والحرص على نظافة جامعتهن وإعادة النظر بالمناهج والاحتفاظ بالجوال الشخصي، وتوفير المقاعد في الاستراحات داخل نطاق الجامعة وما إلى ذلك من مطالب بسيطة قد تحتاجها أية مدرسة ثانوية إن لم نقل متوسطة فما بالكم بجامعة من أشهر جامعات المملكة.. بالطبع كل ما قلناه سابقاً لم نأتِ به عندياتنا، بل من خلال حوار أمير إمارة عسير مع الطالبات والإصغاء إلى مطالبهن ولكن الذي يهمنا أكثر هو استغلال المفترين والانتهازيين وسود الضمائر للحدث وإلصاق التهم الجائرة التي بلغت حد الطعن والتشكيك بالنوايا وإلى حد التخوين. أقول وبقدر ما كان يهمنا و(يغمنا) هذه الانتهازية بقدر ما أبهجنا أسلوب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير إمارة عسير بمعالجة الحدث بروح حضارية وصدر مفتوح وقلب شاسع وطرح شفَّاف واحتواء أبوي ورفض حاسم لمحاولات التشويه والتأزيم واتخاذ القرار الصائب وسرعة تحقيق مطالب بنات الوطن.