من الواضح أن الجنس اللطيف لم يعد لطيفاً مثلما كنا نعتقد! أو أن (للطف حدوداً) مثلما للصبر حدوداً! وهناك مرحلة بعدها يتحوّل الجنس اللطيف إلى كائن ليس لطيفاً بالمرة يصرخ ويتعارك ويخرب ويكسر! طالبات في جامعة الملك خالد تحوَّلن من بنات
لطيفات ورقيقات إلى ما يشبه تحوُّل الرجل الأخضر في المسلسل الأمريكي الشهير والذي قام ببطولته (لوفر قيني) في الستينيات! والسؤال المهم مَنْ جعل الطالبات يتحوَّلن! أو يفيض كيلهن! أو ينفد صبرهن! ثم يتجمهرن؟.. والتجمهر عادة باب للشر لا ينغلق إلا بمشكلة أعظم! كانت النتيجة 52 إصابة بين الطالبات والمشرفات! وبحسب بيان الجامعة فإن عدداً من طالبات كليتي التربية والآداب في جامعة الملك خالد تجمهرن داخل فناء المجمع الأكاديمي وقمن بإصدار أصوات عالية وسلوكيات تخرج عن النظام المتبع داخل المجمع، ثم تطورت الحالة إلى التهجم على مشرفات الأمن والإداريات وأعضاء هيئة التدريس مدعيات بأن لهن مطالبات لم تُحقق، الجامعة تقول أيضاً إن الطالبات عبثن بالممتلكات العامة واستخدمن طفايات الحريق وخراطيم المياه ضد الطالبات الأخريات مما أدى إلى حدوث بعض الإغماءات (الرجل الأخضر لم يكن يؤذي أحداً)! هذه وجهة نظر المسؤولين في الجامعة، ولكن ماذا عن رأي الطالبات في المشكلة وكيف حدثت؟ الطالبات بشكل عام يشتكين من سوء التعامل من المسؤولات في الكليات والمشرفات على الأمن وأنهن يُعاملن من قِبل إدارة الكليات بأسلوب غير لائق ويشتكين أيضاً من غلاء الأسعار ومستوى النظافة المتدني وعدم وجود أماكن للجلوس! ورغم أن كل ذلك لا يبرر وقوع هذه الأحداث المؤسفة والغريبة على مجتمعنا إلا أن للطالبات مطالبات ومعاناة وإلا لما حدث ما حدث! ولهن رأي يجب أن يُؤخذ في الاعتبار! وإذا كانت أحداث التجمهر غريبة على مجتمعنا فإن بعض المسؤولين في بعض الجهات الحكومية بسوء تعاملهم وبطء تنفيذ القرارات وعدم الاهتمام بالمطالبات منذ بدايتها لن يجعلوها غريبة! لذلك فإن المسؤول يجب أن يتحمَّل مسؤولياته ونتائج أخطائه، مع أن الخطأ هنا مزودج الأول: خطأ من المسؤول، والثاني: خطأ قامت به بعض الطالبات اللواتي استخدمن العنف بكافة أنواعه من ضرب أو استخدام طفايات الحريق أو غير ذلك من الأساليب النسائية المعروفة من عض أو (تقبيص) أو (معط) للشعر... إلخ! وهنا تكون الطالبات قد تجاوزن الخط الأحمر المرفوض تجاوزه اجتماعياً، لأن اليد يجب أن لا تُرفع ولا تُستخدم، ومتى ما استخدمت فإنها تُدخل صاحبها في دائرة المساءلة والعقاب، الطالبات المعتديات يجب معاقبتهن بحسب الأنظمة، والمسؤولون الذين أوصلوا الوضع إلى هذا الحد المتوتر عليهم مسؤولية كبيرة تجاه ما أُحدث وهم مسؤولون مسؤولية مباشر، لأنهم بالتأكيد سوف يعاودون الكرَّة فيجعلون الطالبات أو (البنات الخضر) يُعدن من جديد! وهذا أمر خطير على المستوى الاجتماعي والسلوكي لا يجب أن يتكرر ولهذا يجب معاقبتهم أيضاً.!
alhoshanei@hotmail.com