وصف محافظ إحدى الولايات المغربية، وزيرا ملتحيا بأنه يشبه الكلب! ووصف مثقف خليجي، مثقفاً ملتحياً يكتب في نفس منبره، بأنه لا يمشي إلا بالعصا! من جهة أخرى، يمطر المتخفين بأغطية دينية، كل من يختلف معهم، بوابل من التهم والتهديدات والأوصاف التي يندى لها الجبين! ووصول الحوار إلى هذا المستوى، يدل دلالة واضحة على أن الفجوة بين أبرز تيارين عربيين، وصلت إلى طريق مسدود، وأن لا حل سوى بظهور جيل جديد من التيارين، يتسمون بالتسامح وبالقدرة على تجاوز الشخصي، في سبيل المصلحة الدينية والوطنية العامة.
مطالبتي بهذا الحل، لا تعني أنني فاقد الأمل بالوضع الراهن، فعلى الرغم من وجود هذه الظواهر المخجلة، إلا أننا لا نزال نستظل بحوارات مثمرة بين رموز رائدة من الطرفين، مما يؤكد أهمية وضع ضوابط للحوار ولمواقع الحوار، بحيث يدخل فيها من هو جدير بالحوار، ويخرج منها من هو عكس ذلك.
السؤال:
- هل الضوابط، ضد حرية التعبير؟!
قد يكون الأمر كذلك في بعض الأحيان، ولكنه في سبيل المحافظة على سمعة الدين وتلاحم الوطن، فإنها أمر لازم. المهم ألاَّ ندخل في دائرة حجب الرأي بالمطلق، أو ألاَّ نستغلها لوضع تصنيفات وتبويبات للموضوعات أو للأشخاص!