الجزيرة - مريم السلطان:
أبو ناصر طباخ سعودي متميّز، وحصة مليونيرة العقارات الأميّة، وإلهام موظفة استقالت مبكراً ونجحت في تأسيس شركة تعليمية متميّزة تدرُّ أرباحاً أعلى مما كانت تمنحها الوظيفة الثابتة. هؤلاء ثلاثة نماذج ناجحة يمتازون بالقدرة على التخطيط الجيد ووضوح الرؤية وتحيد الأهداف، إضافة إلــى التفكير الإبداعي.
جاء ذلك ضمن ورشة العمل التي أقيمت في جامعة الأمير نورة بنت عبد الرحمن بعنوان (كيف تخططين للتقاعد؟ للمسـتقبل؟) وأدارتها المدرّبة عبير العبد الكريم، واستهدفت تــــدريب المشاركات على التخطيط الاستراتيجي لمسـتقبل حياتهنّ بأساليب علمية ميسّرة.
وطرحت العبد الكريم سؤالاً للحاضرات في بداية الورشة عن ماذا يعني التقاعد؟ ولم تخرج الإجابات عن إطار التعبير التقليدي بأنه محطة النهاية أو مرحلة الخوف ومقاومة التغيير والصراعات النفسية.
عقّبت المدرّبة على هذه الإجابات بأنّ التقاعد هو مرحلة التوقُّف عن العمل لحساب الآخرين وبداية مرحلة جديدة مثمرة من حياة الإنسان، فيها يتفرّغ لاستثماره الخاص: دينياً، وعلمياً، واجتماعياً، ومادياً أيضاً، فالقرار قراره والاختيار اختياره، وهو من يختار المسار لمستقبله.
وتساءلت العبد الكريم: لماذا يتهيّب عدد كبير من الناس من فكرة التقاعد؟ وعللت ذلك بتفسيرات عدّة من أبرزها الخوف من فقدان الهوية، الشعور بفقدان الأمان النفسي والمالي والإحساس بالخطر، وأخيراً الخلل في توازن الأدوار في حياة الإنسان لفترة طويلة.
وأوضحت المدربة أنّ الورشة موجّهة لكل امرأة تمتلك القدرة على اتخاذ قرار في حياتها، ولديها الرغبة في إدارة ذاتها، ســـواء كانت موظفة أو غير موظفة، صغيرة في السن أو كبيرة. وأوضحت أنّ التخطيط الاستراتيجي لا يتعارض مع التوكل على الله بل هو من مقتضياته ولوازمه، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم توكلون على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً)، وبتأويل يوسف عليه السلام لرؤيا الملك ووصيته له بالتخطيط المسبق للسنوات العجاف بالادخار في ســـنوات الرخاء، وهذا من حكمته عليه السلام وحسن تدبيره.وأكدت المدرّبة ضرورة التخطيط السليم لكل إنسان وأن يكون لديه رؤية يتبنّاها، ورسالة يعتنقها، وقيم يعتقدها، وأهداف وغايات يسعى لتحقيقهـــــا، بحيث يسن لنفسه الأنظمة والسياسات التي ينفذ من خلالها المشروعات التي خططها، ويقدر الميزانيات اللازمة، ويختار الإجراءات والخطوات التي سيسلكها لتطبيق الخطة الإستراتيجية.
وبيّنت العبد الكريم كيفية الاستفادة من الورشة واختيار خطة العمل الملائمة، وذلك بتحديد مجالات العمل المستقبلي الرئيسة التي يود صاحب الخطة التركيز عليها. وتحديد عوامل ومعايير النجاح الخاصة بكل مجال منها.