محمد السهلي- الجزيرة

من منا لم يسمع عن «كعب أخيل» و أبطال الحروب الطروادية ؟ ولكن ماعلاقة تلك الأساطير الإغريقية بالمالية الإسلامية ؟

كان الإغريق إبان فترة الحكم الذهبية مع قائدهم الأسطوري (أخيل) يعيشون أزهى فترات تقدمهم العسكري. فخلال حصارهم لمدينة طروادة الحصينة لم يجد الإغريق بدا إلا بالقدوم بخديعة حربية تجلب لهم النصر. فودعوا الطرواديين بحصان خشبي عملاق تركوه على سواحلهم. وفي ذروة احتفالات الطرواديين بهذا النصر العظيم, خرج المحاربين الإغريق في ظلمة الليل من جوف هذا الحصان وقضوا على المملكة الطروادية.

والآن يعاود التاريخ نفسه ونجد اليونان, مهد الحضارة الإغريقية, تجرَ القارة الأوربية نحو أزمة اقتصادية لا يعرفون كيف يخرجوا منها. فإعادة هيكلة الديون اليونانية ماهي إلا حصان طرواده للقارة العجوزة.

فعلى الجميع أن يعرف أن عملية الإنقاذ الثانية لاتعني أننا خرجنا من أزمة الديون الاوربية. فقد قاموا فقط بإنقاذ الاقتصاد العالمي من حالات تعثر قادمة تحصل مع مطلع هذا الشهر. أن الدرس الذي يجب أن يتعلمه الإعلام الغربي هو ألا يتخذ موقوفا مزدوجا تجاه إمارة دبي. وبعباره أخرى فإن الإعلام الغربي قد أطلق قبل سنتين حربا هوجاء على دبي عندما واجهت مخاوف من احتمالية تعثرها. ومع هذا فدبي على مشارف دفع دينها بالكامل. ولكن إذا نظرت بتعمق نحو شروط عملية الإنقاذ فإننا سنرى أن المستثمرين سيستلمون 53% من استثماراتهم الاصلية. وحاليا لم تشهد صناعة المال الإسلامية مثل هذه الحالات من التعثر. فأثينا تحترق بمظاهرات شعبها و مصرفيو دبي ينتظرون كيف ستقوم الشركات المملوكة للإمارة بإعادة هيكلة ديونها. وهنا من العدل أن نقول وعلى طريقة قصص الأساطير الإغريقية الشيقة أنه لابد للمالية الاسلامية أن تستعد من الآن لعدم استقبال حصان طروادتها «الاسلامي»!