هذا الزلزال الدموي الصاعق، في سورية، لا بدّ من وضع حدٍ له.
لا بدّ من إنهاء هذا الإيقاع الجنائزي المريب، قبل أن يختلط الجحيم بالجحيم.
لابدّ أن تعرف روسيا والصين وإيران، أن مشكلات النظام العلوي في سورية لا تُحلّ.. بالصابون.
موسكو وطهران وبيجين تُحاول أن تُقنع السوريين ومعهم العرب أجمعين بأن من مصلحتهم أن يلووا أعناقهم عما يجري في سورية، كي لا تتحطم هذه الأعناق.
حكام دمشق ما زالوا يسيرون على البخار.
جماجمهم ليست المكان الذي تنطلق منه الأفكار.
إنها الوعاء الذي تُوضع فيه القطط، كما يقول (ريمون آرون)، عندما تحدّث عن “المواء الايديولوجي”.
الحكام العلويون في دمشق يهربون من التاريخ، منذ أربعة عقود خلت، كما لو أنه مخزن للجراثيم.
وهاإنهم يدورون حول أنفسهم في نقطة الصفر، دون أن يكون بإمكانهم صياغة البدائل التي تساعدهم على الخروج من الجحيم، الذي سقطوا في قعره، دون أن يدروا.
إذا كان لويس الرابع عشر أول من وضع الشعر المستعار فوق رأسه، فإن العلويين من حكام سورية، وشيعة الولي الفقيه في طهران هم الوحيدون الذين استمرأوا تخزين الأفكار الباطنية المستعارة في داخل جماجمهم.
آن للنظام العلوي ونظام بوتين ونظام الولي الفقيه أن يضعوا للثرثرة الجافة حدودا، ويغلقوا الحوانيت التي تبيع الأفكار المستهلكة، فلم يتبقَ غير قلة نادرة جدا من الناس، في هذا العصر، ربما لا يزال يغريها شراء الأوهام والخرافات، وهي مكدسة في علب أنيقة.
البربرية العلوية، التي تدافع عنها وتتبناها روسيا وفارس والصين، ليست فقط عسكرية، أو جسدية وحسب، كما تبدو، حتى الآن، فهناك البربرية الثقافية والاقتصادية.
الانفجار المرتقب لن يقتصر على سورية، حيث يتكدس الموت على جانبي الطرقات، وعلى أسطح المنازل، وتحت أنقاضها، لا بل هناك بلدان أخرى، تعرف نفسها، مرشحة للانفجار.
ما ارتكبه النظام الروسي والنظام الصيني في مجلس الأمن من وحشية فاقعة يؤكد مع بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين أن الأفكار الهرمة تعبت من الأيدي الهرمة.
كأن روسيا والصين، بالفيتو الأعمى المزدوج، في مجلس الأمن، ربطتا حركة التاريخ بحركة المهرجين.
Zuhdi.alfateh@gmail.com