“صابك غرور والغرور لما يصيبك مشكلة “، فعلا مشكلة وأي مشكلة!! ويكون الغرور بأكثر من صيغة: غرور (شوفة نفس)، غرور: (مخلوط بشوية أنانية) غرور (نفسية) غرور (ما تدري على إيش)، أما أنواعه: فغرور فني - سياسي - ديني.
عمل فني واحد كفيل بأن يحيل الشخص إلى طاووس، وكرسي سياسي وثير يجعل المغرور يرى نفسه إمبراطور الأزمنة، وشهرة داعية متطرف كفيلة بأن تجعله حالة مقدسة أمام نفسه، ربما لا نختلف على أن مسيلمة مغرور، وصدام حسين مغرور، ومايكل جاسكون مغرور.
ينطبع في ذهن المغرور صورة معينة لا يراها سواه: بأنه الشخص الموهوب الذي حقه أن يكون في المقدمة في كل زمان ومكان، لا يعي ماذا يفعل؟1 سوى رؤيته لنفسه فقط وأنه الرجل الهمام المغوار الذي لا يشق له غبار, ولكنهم جميعاً يشتركون في النهايات المأساوية.
البعض لديهم حصانة ضد الغرور، والبعض يسمح بمرور 10% غرور، والبعض يسمح بمرور أكثر من ذلك، والبعض: كله على بعضه مغرور، مثل: القذافي، ونقيض الغرور التواضع وشتان بين الصفتين.
يقول ما رك توين: “لا يوجد درجات للغرور، ويجد فقط درجات في إخفائه “فعلا عبارة دقيقة وعميقة تشير إلى أن الجميع مغرور بلا استثناء, ويختلفون في مدى إخفاء هذا الغرور بحجم درجة الوعي الذي يتمتع به الشخص.
ويؤكد هذا الوصف ما قاله فرانسو دو لاروشفوكول: “ما يجعل غرور البعض غير محتمل نظرا لتعارضه مع غرورنا الشخصي”, ذلك أن المغرورين بينهما تنافر عجيب لا أحد يقبل الآخر، وربما لا نقبل المغرور ليس لأنها صفة سلبية, بقدر ما أنها تتعارض مع غرورنا الشخصي الذي نخفيه (بدرجات متفاوتة).
وهناك مقولة جميلة عن الغرور: “الغرور سلوك مكتسب يمارسه الشخص لإخفاء تفاهته”، والتفاهة صفة يشترك فيها كل المغرورين بلا استثناء، لأن الإنسان (الرشيد) لا يحتاج إلى صفات (مصطنعة) حتى يثبت بها ذاته، فنسبة الرشد المئوية أكثر من نسبة الغرور، هذا إذا عددنا كل الناس (مغارير) حسب وصف مارك توين.
nlp1975@gmail.com