- أما (سعد الإنسي)؛ فهو صديقنا أيام كان في الطائف، وصديقنا وهو خارجها كذلك؛ الفريق (سعد بن عبد الله التويجري)، مدير عام الدفاع المدني حالياً.

- أما (طيكل الجني)، فإني وقعت في مشكلة عويصة، سببها أن (سعد الإنسي)، لم يذكر لنا في الحديث الذي أدلى به لهذه الصحيفة؛ اسم الجني الذي برأه من ارتكاب جناية

الحرايق في مزرعة ودار وعربة مواطن، فقدرت أن سعداً نسي أن يذكر اسم الجني، أو أنه أخفى اسمه عمداً لأسباب أمنية تخص الإنس والجن، ولهذا اخترت واحداً من أسماء كبار الجن، لعله يكون هو المتهم وهو البريء في الوقت نفسه، وقلت: إنه هو (طيكل) وبس..!

- ما شأني والجن؛ وحتى الإنس في هذا المقال..؟

- الواقع أني- مثل كثيرين غيري- ربما؛ واقعين تحت سطوة وقائع يومية، وأخبار ساعيّة، تتعلق بالجن، فقد كثرت في أيامنا هذه، شكاوى المواطنين من الجن وما يفعلونه بهم. أكثر من مواطن يجزم بأن الجن يسكنون شقته أو داره، فهو يبحث عن بديل كما يقول..! وآخر يدعي أنهم يحرقون عليه سيارته بين وقت وآخر..! وثالث يحلف أنه رآهم يشبون النار في داره.. طرقة طرقة.. زنقة زنقة.. غرفة غرفة..! مرة في الفراش، ومرة في الهدوم المعلقة والمخبأة، ومرة أخرى في الأبواب والنوافذ..! ومواطن رابع يعتقد أنهم يشعلون النار في بيت الشعر الذي يأويه وأطفاله العشرة في قلب الصحراء..! فأين يذهبون..؟ وخامس يشكو من حرائق يشبها جني في مزرعته..!

- هناك نموذج آخر من المواطنين؛ هو من رجال الأعمال، قال بأن الجن تلاحقه بالحرائق في مزرعته، وفي داره، وفي مركبته..! ماذا قال الفريق (سعد بن عبد الله التويجري) في هذه الواقعة تحديداً..؟

- زميلنا (عوض بن مانع القحطاني)، واجه مدير عام الدفاع المدني بهذا السؤال في عدد يوم السبت 25 إبريل الماضي: ما صحة ما يقال من أن هناك حرائق بفعل الجن؟

- قال الفريق التويجري مجيباً: (لا صحة لذلك بتاتاً، وسوف أورد لك حالة من الحالات التي نُشرت في بعض الصحف أن أسبابها بفعل الجن، حيث إن هناك أحد رجال الأعمال يقول: إن الحرائق تلاحقه في مزرعته وبيته ومركبته، وأنه بفعل الجان، وقام بإحضار القراء لمنع ذلك، ولكن ما زالت الحرائق تلاحقه. وبعد وضع خطة من قبل الدفاع المدني للتحقيق والتحرّي عن الموضوع، ثبت أن الحرائق حدثت بفعل ثلاثة من أبنائه، تتراوح أعمارهم من 8 إلى 12 سنة، وأثبتنا بالدليل أنه لا صحة لتسبب الجان في هذه الحوادث. وغيرها الكثير، حيث لم يثبت لدينا أي حادث بفعل الجان، وهذا يتطلب إيصال الرسالة التوعوية للمواطن من قبل وسائل الإعلام، وحتى لا يثير الخوف والهلع لدى من يعتقد بذلك، ولدينا من الأمثلة الكثير، ولكن أوردنا المثال السابق).

- بهذه المناسبة، أذكر أن البعض من (شياطين الإنس وجنهم)، يعمد إلى حيل (شيطانية)، لتحقيق منافع ذاتية، أو إلحاق الضرر بآخرين، ومن ذلك بث إشاعات عن منازل كانت مهجورة بأنها مسكونة بالجن، حتى تبور في وجه صاحبها فلا تسكن..! أو ما إلى ذلك من وسائل تُقحم فيها الجن بدون وجه حق، حتى من قبل مدعين يعرفون جيداً أنه لا جن ولا عفاريت غيرهم في الحالات التي يروجون لها، ومع ذلك يصرون على توجيه التهم لطرف آخر من الجن، لغرض في نفس (إنسي متشيطن). العياذ بالله منه ومن أفاعيله وألاعيبه..!

- أما وقد ثبت بالدليل القاطع، أن تحريق مزرعة ودار وعربة رجل الأعمال المذكور، ليست من أعمال الجن، وأنها من أفعال أولاده الثلاثة، فإني أقيم نفسي محامي دفاع، وأطالب برد الاعتبار للجني (طيكل)، على اعتبار أنه هو من بين الجن الذي لحقته التهمة، وذلك بنشر صفحة إعلان يومية في هذه الصحيفة مدة تعادل مدة الإدعاء إلى حين التبرئة. كما أطالب بتعويض مالي لا يقل عن قيمة (المزرعة والدار والعربة)، موضوع الاتهام من قبل المدعي، تسلم لي نقداً يداً بيد، لكي أسلمها لموكلي الغائب، لأنه لا يرغب في رؤية من أطلق ضده اتهامات باطلة، فشوه صورته في الصحافة الإنسية، ووصل خبر هذه الاتهامات إلى عالم الجن هناك.

- وأمد يدي إلى الأخ (سعد الإنسي)، لكي يسعى في تبرئة جني الشاب (حمزة كشغري)، بعد أن اتهم أحدهم الجان بأنهم تلبسوه وقولوه ما قال من قول شائن في حق الله ورسوله. وكذلك تبرئة جني (قاضي المدينة المنورة)، الذي قيل أنه تلبسه فوسوس له حتى (لهط) هذا الجني ست مئة مليون ريال كما يدعون..! وانطلاقاً من مرافعتي عن الجني (طيكل)، فإني سوف أتطوع للمرافعة عن أخويه الجنيين المتهمين حتى تثبت براءتهما - جني القاضي وجني كشغري- وأحتاج إلى مساعدة الأخ (سعد الإنسي)، أو أي جهة تملك مَلَكة التحقيق والتدقيق، وصولاً لبراءة متهمين من عوالم أخرى غير عالمنا، لا ذنب لهم سوى أنهم مجهولون؛ فتعلق عليهم فظائع من صنع الإنس.

- يا أيها الناس: إذا أردتم أن تتناصفوا فيما بينكم.. أنصفوا الجن أولاً.