ضمن تعليقات كثيرة على قصيدة الدكتور عبدالعزيز خوجة (سبعون) التي نشرت في هذه الصحيفة، نكتفي بنشر هذا التعليق مما وصلنا من تعليقات، والذي يرى فيه كاتبه أن القصيدة تمثل موعظة في قالب أدبي.
***
المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة... وفقه الله....السلام عليكم :-
اطلعت على منظومة معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبد العزيز محيي الدين خوجه حفظه الله، والمنشورة على صحيفة الجزيرة يوم 14-4-1433هـ-، فألفيتها مقطوعة أدبية محبوكة بالمواعظ، ومسبوكة بالتوجيهات، وقد أنستُ بما رأيت من مكنون الرجل الذي ينضح بذكر الله، والدار الآخرة والاستعداد للقاء الله، وطلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى..
وللمعلومية، فالمغفرة يقول العلماء: مأخوذة في الأصل من المِغفر وهو الدرع الواقي الذي يلبسه المقاتل ليقيه سلاح الأعداء.. وهكذا المغفرة تقي صاحبها شظايا الذنوب وتغطيه، فقد جاءت قصيدة (السبعون) مواعظ مُغلّفة في قالب أدبي رصين.. ومهما يكن من شيء، فشيء جميل أن يكون وزير إعلامنا بهذا المستوى من الوعي الشرعي، ويقظة الضمير، وعلى جانب من خشية الله.
(نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً). ونلتمس من وزيرنا الكريم أن يتحفنا بمن يقصد في بيته السابع الذي يقول فيه :-
(لم يبقى في القلب لا ليلى ولا رغد
أما روان فما راعت لنا ذمم)
فهل ليلى عقيلة رحوم ؟ أَم (أُمٌ) رءوم؟ وهل روان فلذة كبده؟ أو أخته؟..... ووالله لا أعرف معالي الوزير ولا يعرفني، ولا يجمعني به حسب ولا نسب، ولكنني أبديت مكنوني لما رأيت مكنونه.. وإن قال من قال ممن يحاولون حمل كلام الغير على أسوأ المحامل، كما تمليه عليهم عقولهم فسأقول :-
(إذا الغِمر لم يؤذيك إلا بِنبحِهِ
فدعه إلى يوم القيامة ينبحُ)
فهذه مقطوعة أدبية يقرأها الوجهاء والكبراء والأمراء وكل المجتمع فعسى الله أن ينفع بها.. وإن أكثر معاليه من ذكر الموت فيها، فهي سنته - صلى الله عليه وسلم - فلم يقل أكثروا من ذكر شيء إلا من ذكر الموت (أكثروا من ذكر هادم اللذات)... ونحن نتفاءل باسم وزيرنا (محيي الدين) جعله الله اسماً على مسماه، ولفظاً يطابق معناه، وجعلنا الله وإياه ممن يبتغي فيما آتاه الله الدار الآخرة... كما قال الإمام الشافعي:-
(وأدِّ زكاة الجاه واعلم بأنها
كمثل زكاة المال تمَّ نصابها)
وشيء طيب أن تكون هذه مشاعر وزير الإعلام، ونبض قلبه...
(إن الكلام لفي الفؤاد وإنما
جعُل اللسان على الفؤاد دليلا)
فالألسنة مغارف القلوب، لا سيما في بيته الأخير الذي يقول فيه معاليه: (ثم الصلاة على الهادي وعترته والآل والصحب من أهدوا لنا القيم) فلا فض فوك، نعم، صدقت؛ لقد أهدوا لنا القيم، لكن متى نتباهى ونتفاخر بهذه القيم؟ وذلك بجعل الصحابة العظام والقادة الكرام هم قدوة الأجيال لا أن نجعل المغنين والممثلين والبطالين هم القدوات والذوات... وفقك الله لكل خير، وجعلك مباركا أينما كنت، وألبسك ثوب الصحة والعافية.
د. علي محمد الحسن الحماد
محافظة رياض الخبراء - Ali5001@hotmil.COM