ذكرت في مقالات سابقة عن منطقة جازان أموراً عدة تتعلق بالأرض والإنسان، ونحن نعلم أن حرف العطف يعني وجود العلاقة بين المعطوف والمعطوف عليه، نعم عندما نتحدث عن الأرض لابد وأن نتحدث عن الإنسان المستخدم لها والمستقر فيها والماشي في مناكبها.....
.....يقول المولى عز وجل: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ . قد نقول إن تفاعل ذلكم الإنسان مع أرضه وطبيعة التفاعل يحدد المنتج النهائي لعدد غير متناهٍ من المظاهر البشرية المؤسسة أصلا على أرض طبيعية، سابقة لتعامل الإنسان معها، هنا ندرك أنه بقدر تنوع الثقافات تتنوع المنتجات الحضارية، وهنا نعرف العلة في اختلاف المظاهر البشرية من بلد إلى آخر، فعلى سبيل المثال نرى طرقًا ووسائل نقل في كل بلد ولكن لابد أن نلحظ فروقات بينها تصميما ونوعية. جازان فيها مناطق تعتبر بكرا ولدى المطور لها فرصة مواتية لتكوين منشآت واستخدامات على أحدث مستوى. كيف سنطور خطوطها الساحلية وجزرها ومناطقها السكنية ومرافقها المدنية وخطوط نقلها؟ هل المشروعات السكنية في محافظات جازان، والتي تستهدف إزالة المساكن غير المناسبة من العشش، مثلا، لتبنى غيرها “على أحدث طراز”، هل هي فعلا كذلك، لقد رأيت مجمعات سكنية، لا أتمنى أن أسكن فيها ولا أن تنشأ أسرة فيها. لماذا؟ لأنها مصممة كعنابر وليس كمساكن.
alshaikhaziz@gmail.com