قرأت ما كتبه الأستاذ حمد بن عبدالله القاضي (عضو مجلس الشورى) في جداوله الأسبوعية الصافية في العدد (14401) باقتراحه تكريم معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي بعد ترجله عن العمل أمينا عاما مساعدا لرابطة العالم الإسلامي بعد سنوات طويلة من العطاء في مجال من أنبل المجالات وأعظمها قدرا وهو العمل في خدمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، ولقد اقترح الأستاذ حمد فأصاب وكتب فأجاد ومقترحه هذا درة من درر هذه الجداول العذبة الرقراقة.الشيخ العبودي قامة شامخة من قامات هذا الوطن ورجل يندر مثله في زماننا هذا وقل أن يقدم رجل في مثل موقعه مثل ما قدم وندر أن يقوم بمثل ما قام به من جهد جاوز حدود البلاد ووصل إلى جميع القارات فقد مثل بلاد الحرمين خير تمثيل وأوصل صوت مهبط الوحي إلى مجاهل أفريقيا وأدغال البرازيل وجبال آسيا وثلوج روسيا، رجل جال على مدى سنوات طويلة في كل بلاد يرفع فيها اسم الله يدعم المسلمين ويؤازرهم ويبحث معهم همومهم والصعوبات التي يواجهونها في تعلم الدين الإسلامي ومشاريع المساجد وغيرها، لقد وصل هذا الرجل إلى أقاصي الأرض وإلى بلدان إسلامية نائية جدا وإلى جزر تائهة في وسط المحيطات يحمل كلمة الحق ونبل الرسالة من تلك الربى والأراضي التي شع منها نور الإسلام ومشى فوقها أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم فأنقذ البشرية من جهل مطبق وظلام دامس حالك من الجهل والشرك وعبادة الأوثان، إن مثل هذا الرجل هو سفير الإسلام الذي يجوب كل القارات مطبقا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية).هو خير مثال للمسلم الذي يحمل بين جوانحه هموم أمته في هذا الزمان الذي بدا الإسلام يعود به غريبا وتتكالب على أهله مختلف أنواع التهم من تخلف وإرهاب ومصادمة للحضارة وهي لاشك أقاويل باطلة بدأ يطلقها من أذهلهم انتشار الإسلام وتقبلهم له لأنه دين الفطرة الذي ارتضاه الله للناس.إنني أؤيد أن تقوم رابطة العالم الإسلامي ممثلة بمعالي أمينها العام الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي بتكريم هذا الرجل الفذ الذي لم يمر على الرابطة رجل بذل جهدا يوازي جهده على مدى هذه السنين الطوال وأن يشتمل التكريم على ما يلي:

1 - حفل عام في مكة المكرمة يدعى إليه ممثلون عن الجاليات الإسلامية والأقليات الإسلامية في بلدان العالم الإسلامي وأمناء الرابطة السابقين

2 - تأليف كتاب تنشره الرابطة يشتمل على جهوده ورحلاته التي ألف هو عنها ما يزيد عن مائة كتاب تعتبر مرجعا وإرشيفا هاما للرابطة يشرح أوضاع المسلمين ومواقعهم في كل صقع من هذه الأرض.

3 - تسمية إحدى القاعات أو المكتبات في الرابطة نفسها باسم هذا الرجل تخليدا لاسمه ووفاء له ولجهده.

إن مثل هذا الرجل لجدير بالتكريم ورد الجميل والعرفان له ومثل هذا التكريم خلق إسلامي أصيل يمكن أن يكون نموذجا للمسلمين في أنحاء الأرض في الوفاء للرجال المخلصين الذين يقومون بواجباتهم خير قيام ويبذلون من جهدهم وأوقاتهم ما يجعلهم نماذج مشرقة ومضيئة للمسلمين يحذون حذوهم.

- م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني