تبذل وزارة التعليم العالي جهوداً كبيرة جداً في إدارتها لشئون أكثر من مائة وعشرين ألف مبتعث ووزير التعليم العالي الرجل الفاضل الكريم يدير بذلك أكبر جامعة في العالم حرمها موزع في جميع أقطار الدنيا.
وبطبيعة الحال فإن إدارة شئون هذا العدد الكبير من الطلاب أمر مضني بل ومزعج جداً. وحيث إن وزارة التعليم العالي تحرص كل الحرص على أن يستفيد الطلاب من فرص الابتعاث التي هي من نتاج دعم خادم الحرمين للتعليم العالي فإنها تراقب الطلاب عن كثب عبر ملحقين ثقافيتين ومشرفين أكاديميين للتأكد من مستوى تحصيلهم العلمي، وأن ما تصرفه الدولة الرشيدة عليهم يأتي بالنتائج المطلوبة.
إلا أن هناك ممارسة لدى بعض الملحقيات الثقافية وهي قطع راتب المبتعث في حال تقصيره، وهذا عقاب شديد كان بالإمكان أن يكون أقل شدة، فبإمكان الملحقية صرف نصف راتب في حال التقصير شرط أن يكون هناك لفت نظر للطالب قبل اتخاذ هذا الإجراء ثم يحرر إنذار في حال معاودة الطالب للإهمال أو إبلاغ ولي أمره وبعد ثبوت تقصير الطالب يقطع راتبه.
إن قطع الراتب في بلاد الغربة مشكلة كبيرة، وحيث إن أجور السكن تدفع شهرياً فإن المؤجر لن يتردد في طرد الطالب إذا لم يدفع أجر السكن فلا مهلمة لديهم وهذه كارثة كبرى.
كذلك فإن قطع الراتب سيحدث إرباكاً كبيراً لدى طالب لا يملك خبرة في التصرف وفي بلاد أجنبية خاصة.
لذلك فإني أقترح على وزير التعليم العالي الرجل الخلوق والعطوف أن ينظر في ذلك الأمر، وهو الرجل الحريص على مراعاة ظروف طلابه، لن يتأخر في دراسة هذا المقترح حيث أنه سيحقق المستوى المقبول من الرقابة بوسيلة أكثر واقعية وفعالية وأقل شدة.
- استشاري اقتصادي