أصبحت المهرجانات الثقافية والفكرية محطات مهمة في مسيرة التنوير والتطوير الفكري الذي يستهدف تحديث المجتمع السعودي.
فبعد مهرجان الثقافة والتراث (الجنادرية 27) الذي أختتم قبل أيام بنجاح مثَّلَتْه مشاركة أكثر من مليوني مواطن ومقيم تابعوا فعاليات المهرجان وتفاعلوا مع الندوات والمحاضرات الفكرية والأدبية والثقافية التي قدمها أكثر من 400 مفكر وأديب، كما استعادوا تاريخهم وتراثهم الثقافي والاجتماعي من خلال ما قدمته وعرضته المراكز الثقافية والتراثية لجميع مناطق المملكة، وتواصلاً مع ما حققه مهرجان التراث والثقافة في مناخات فكرية وأدبية، انطلق مهرجان فكري وثقافي آخر، من خلال محطة معرض الكتاب الدولي، الذي يعقد تحت يافطة معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي أصبح مقصداً مهماً لرواد الثقافة، ليس في المملكة العربية السعودية فحسب، بل محطة يلتقي في ردهاتها المثقفون والمفكرون من المبدعين والكتاب والناشرين والمهتمين في شؤون الثقافة.
الإقبال الشديد من الجمهور على الكتاب، والذي أصبح عنواناً لمعرض الرياض الدولي للكتاب، وظاهرة استرعت انتباه المفكرين والمثقفين العرب الذين يصنفون هذا المعرض كواحد من أهم مهرجانات معارض الكتب في الوطن العربي، أصبح علامة مهمة في مسيرة الإبداع الفكري العربي، ويدل على تنامي المعرفة واتساع مساحات التنوير في المملكة. ووجود هذا الكم الكبير من الكتب وأوعية المعرفة المتاحة للمواطن السعودي، لا بد وأن يوسع ويزيد من الحراك الثقافي والمعرفي للمواطن السعودي، الذي يتفاعل وبإيجابية مع مختلف آليات التطور والتنوير. فالثقافة نفسها تتحاور مع الثقافات الأخرى والتراكم الحضاري للأمم، وهو ما يوسع مدارك المواطنين، ويضيف للثقافة العربية والحراك الفكري والأدبي السعودي إضافات مهمة تساعد كثيراً على تطوير المجتمع السعودي الذي يعيش مرحلة فاعلة وواعدة من خلال ما يشهده من فعل تنويري وتطوير حضاري. وتوالي مثل هذه المهرجانات الفكرية والثقافية تعزيز لهذا التوجه الإيجابي الذي لا بد وأن يسهم كثيراً في تطوير المملكة العربية السعودية وشعبها.