لا أحد يعلم عن برنامج (حافز) قبل الإفصاح عنه، وأنه مكرمة من ملك يشعر بمعانة شعبه، ويسعى إلى توفير الحياة الكريمة لهم، لكن للأسف الشديد تحطمت آمال وأحلام أبناء وشباب الوطن العاطلين عن العمل، بسبب الانتظار والشروط التي وضعها المسئولون والمنفذون للبرنامج، ولا أحد يعرف ماذا يريدون من هذه الشروط والقوانين، وأصبحت سياسة تعطيل الأوامر عادة لهم، لا بل إن أحاديث المجالس تشير وتغمز إلى حالة إحباط!!.. نتمنى أن تكون هذه الجهات واضحة في زمن يتطلب مزيداً من الشفافية.
أكثر من مليوني مواطن ومواطنة استبعدوا من نظام حافز بسبب عدم مطابقة الشروط عليهم، وهذا شيء محزن ومخيف، وهنا نطرح سؤالا على وزارة العمل، هل الأرقام صحيحة ونهائية؟ أم مازالت تخضع للفلترة والتنقيح؟ وإن كانت الأرقام صحيحة!!.. فكيف نفسر هذا التباين والفجوة بين الأرقام؟؟ وهل هي لعبة لاستثمار الوقت؟!!.. حيث إن الكل يعلم أن العاطل عن العمل هو من يحمل مؤهلا ويبحث عن وظيفة، وليس له علاقة بالعمر ومن تجاوزا عمره 35 سنة!!...
الوزارة تقول هناك مليون مستفيد من حافز، ثم تصريح يقول نصف مليون ثم تصريح آخر يقول 700 ألف استفادوا من حافز، فأصبحنا نسمع كلام إعلام فقط لم يعد أحد يثق به ولا ينطلي عليه، حتى الموقع الإلكتروني الخاص بحافز لم يفي بالغرض، ولم يقدم لنا المعلومة الصحيحة بالعدل والمساواة، ولم يربط بخطة وطنية تنموية حقيقية يستفاد فيها ممن يستفيد من حافز، حتى يصبح حافز هو الحافز الصحيح لتصحيح أوضاع العاطلين عن العمل من أبنا الوطن، وإيجاد الحلول المناسبة لهم وعونا لأبناء وشباب هذا الوطن، عوناً إستراتيجيا وليس ظرفياً.
لقد استغرق حافز عدة أشهر، والجميع ينتظر ويريد من حافز أن يكن حافزا للقضاء على البطالة، ومساعدا على استقرار شباب الوطن، لكن بعض المسئولين لا يهمهم حل المشكلة، وأصبحوا يماطلون في تفعيل البرنامج، ووضعوا شروطاً تعجيزية ما هي إلا بمثابة تعجيز وأشبه ما تكون بالقيود المجحفة لتعطيله وتحويل مساره إلى جهات مختلفة، ويخلق منافسة حادة بين المسئولين عنه وشباب الوطن، وهنا أجد نفسي ملزماً بالقول إن على الحكومة أن تحاسب المسئول والمقصر عن تنفيذه، وعلى وسائل الإعلام تحري الدقة في نشر المعلومة الصحية عن حافز.
قرار خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - واضح وصريح لبرنامج حافز، وهناك أمر كريم آخر لدعم وزارة العمل بأكثر من ألف وظيفة مستحدثة للرقابة والإشراف، في حين أن الوزارة لم تعلن حتى هذه اللحظة عن هذه الوظائف المستحدثة، وتعيش حالة بيروقراطية ميؤوس منها على ما يبدو، لأنها منشغلة بالأصفر والأحمر والأخضر!!... لذا نتمنى من المسئولين عن برنامج (حافز) أن يعيدوا النظر في شروطهم، والإسراع بتنفيذ برنامج حافز استجابة للأمر السامي الكريم، لان المحتاجين من أبناء الوطن لا بد أن يحصلوا على حقوقهم، أما المتلاعبين فيجب معاقبتهم وحرمانهم.
- مستشار مالي - عضو جمعيه الاقتصاد السعودية
Ahmed9674@hotmail.com